شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا في نسب الإصابة بسرطان القولون بين الأشخاص تحت عمر 50 عامًا، رغم أن المرض كان يعتبر سابقًا أكثر شيوعًا بين كبار السن، مما يجعل من الضروري إجراء فحوصات وقائية للكشف المبكر عن المرض في مراحل عمرية مبكرة، وفقًا لتقرير نشره موقع “CNN”.
وفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان، زادت نسبة البالغين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و49 عامًا والذين يجرون فحوصات سرطان القولون والمستقيم؛ فقد كانت النسبة 20.8% في عام 2019، وتراجعت قليلًا إلى 19.7% في 2021، ثم ارتفعت إلى 33.7% في 2023، مما يدل على زيادة فرص التشخيص المبكر وتحقيق علاج أقل عنفًا وإنقاذ حياة من خلال الفحوصات المبكرة.
كما أظهرت دراسة أخرى من الجمعية الأمريكية للسرطان ارتفاع معدل تشخيص سرطان القولون والمستقيم في مراحله المبكرة بين البالغين في عمر 45 إلى 49 عامًا، حيث ارتفع من 9.4 حالة لكل 100 ألف في عام 2019، ليصل إلى 11.7 في 2021، ثم إلى 17.5 في 2022، وهو ارتفاع نسبته 50% بين عامي 2021 و2022، مما يبرز الحاجة الماسة للفحص المبكر للفئة العمرية الأصغر.
علامات تحذيرية يجب الانتباه إليها
تنتشر بين الأشخاص أقل من 50 عامًا أعراض نزيف المستقيم بشكل رئيسي، حيث يصاب حوالي 41% من هؤلاء الأشخاص بنزيف شرجي مقارنة بـ 26% من الأكبر سنًا، وتظهر علامات أخرى مثل تقلصات أو آلام في البطن، وتغيرات مستمرة في نمط التبرز أو شكل البراز، وفقدان الشهية، وانخفاض الوزن، ويجب مراجعة الطبيب عند استمرار هذه الأعراض لأكثر من أسابيع لتلقي التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.
طرق الوقاية من سرطان القولون
يعد الفحص المنتظم من أهم الطرق لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، إذ تبدأ معظم سرطانات القولون والمستقيم في تكوين سلائل قبل أن تتحول إلى أورام خبيثة، ويمكن للفحوصات الكشف عن هذه السلائل وإزالتها قبل تطورها، الأمر الذي يقلل بشكل كبير من حدوث المرض. بجانب الفحوصات، يمكن للأفراد الالتزام بعدم التدخين، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول نظام غذائي متوازن وغني بالخضروات والفواكه، وقليل من اللحوم الحمراء والمعالجة، للمساعدة في تقليل احتمالية الإصابة بالمرض.
تؤكد الجمعية الأمريكية للسرطان أن عوامل الخطر القابلة للتعديل وراء أكثر من نصف حالات سرطان القولون والمستقيم، الأمر الذي يبرز أهمية الالتزام بأساليب حياة صحية وفحوصات دورية للكشف المبكر، خاصة مع تزايد حالات الإصابة بين الشباب، لضمان وقاية أفضل وعلاج أكثر فاعلية.
