أظهر بحث حديث أجرته جمعية القلب الأمريكية أن الأطفال والشباب الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات والأجهزة الإلكترونية يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية قلبية. فهذه الساعات الطويلة تتعلق بزيادة احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، ومقاومة الأنسولين، وكلها عوامل تزيد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.

تزايد مخاطر أمراض القلب بين الأطفال والشباب

تشير بيانات مسح وطني إلى أن نسبة الأطفال واليافعين بين عمر 2 و19 عامًا ممن يمتلكون صحة قلبية جيدة لا تتجاوز 29٪، وهو رقم يدل على تزايد مخاطر الإصابة بأمراض القلب في الأعمار المبكرة. وأفاد تقرير علمي أن خطورة الأمراض الأيضية تتزايد في الأطفال والشباب الأصغر سناً، مما يتطلب اهتمامًا أكبر للوقاية من خلال نمط حياة صحي.

نتائج الدراسات وأهمية تقليل وقت الشاشة

أظهرت الدراسات أن زيادة ساعة واحدة في استخدام الشاشات تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تتراوح بين ربع ونصف انحراف معياري. فكل ساعة إضافية يومياً أمام الأجهزة تزيد من احتمالية الخطر، خصوصًا عند تكرار ذلك مع تراكم الساعات طوال الأسبوع، مما يرفع فرص التعرض لمشكلات صحية مبكرة تستمر حتى مرحلة البلوغ.

علاقة وقت النوم ومواعيده بالخطر الصحي

أكدت الدراسات أن قصر مدة النوم وتغيّر مواعيده يزيدان من تأثير وقت الشاشة على خطر الإصابة بمشكلات القلب. فالأطفال والمراهقون الذين ينقصهم النوم أو ينامون في وقت متأخر يكونون أكثر عرضة لمضاعفات صحية، ومع استمرار ذلك، تتفاقم مخاطر الإصابة بأمراض القلب مع الزمن. وبيّنت النتائج أن جزءاً من العلاقة بين وقت الشاشة وخطر المرض يرجع إلى قصر مدة النوم.

نصائح مهمة لتقليل وقت الشاشة عند الأطفال

لتقليل مدى تأثير وقت الشاشة على صحة الأطفال، ينصح بأن يُنقل وقت استخدامها مبكرًا مع تشجيع على الالتزام بجدول نوم منتظم وكافٍ. ينبغي توجيه الأطفال والشباب إلى استخدام الأجهزة بشكل معتدل ومتوازن، مع شرح الأسباب لهم بطريقة واضحة. من المفيد أن يُعلموا كيف يمارسون أنشطة ترفيهية بدون استخدام الأجهزة، وأن يدركوا أهمية مقاومة الملل الذي يساهم في تنمية قدراتهم الذهنية والإبداعية. كما يجب أن يكون الآباء قدوة جيدة في ضبط الوقت المستخدم للأجهزة ومشاركتهم أنشطة بديلة تجعلهم يشعرون بالراحة والمتعة بعيدة عن الشاشات.