تأثيرات غير متوقعة لكبت البكاء.. تشمل جفاف العين والصداع

توضح الدكتورة غنوة الترك، أخصائية طب وجراحة العيون، أن كبت الدموع يمكن أن يضر بصحة العين بشكل غير مباشر، رغم أنه لا يسبب أمراضًا خطيرة بشكل مباشر. فعملية البكاء تعتبر استجابة طبيعية وصحية للمشاعر، وتلعب دورًا مهمًا في توازن العين وصحتها. تتشكل الدموع من ثلاث طبقات، تبدأ بالطبقة الدهنية التي تمنع تبخر السائل، تليها الطبقة المائية التي تعمل على ترطيب العين ونقل الأكسجين والمغذيات، وتأتي بعدها الطبقة المخاطية التي تضمن توزيع السائل بشكل متساو على سطح العين.

تشير الطبيبة إلى أن الدموع تساهم في تنظيف العين من الغبار والأوساخ وتحميها من الإصابة بالعدوى. كما تساعد في الحفاظ على نعومة سطح القرنية، وهو ضروري للرؤية الواضحة. ولكن، ماذا يحدث عندما نوقف الدموع؟

آثار كبت الدموع على العين والصحة العامة

رغم أن كبت الدموع لا يؤدي مباشرة إلى أمراض خطيرة في العين، إلا أنه قد يؤدي إلى اضطرابات في ترطيب العين، خاصة إذا تكرر باستمرار. إذ إن منع الدموع العاطفية بشكل متكرر قد يؤثر على وظيفة الغدد الدمعية ويختل التوازن الطبيعي للسائل. مما قد ينجم عنه الإصابة بمتلازمة جفاف العين، والتي تتسم بالشعور بالجفاف والحرقة، ووجود رمل في العين، والاحمرار، وقد تتدهور الرؤية في حالات متقدمة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن محاولة منع البكاء تتسبب في إجهاد عضلات العين، حيث تظهر تشنجات في الجفون وتوتر في عضلات العين، مما قد يسبب صداعًا وإرهاقًا بصريًا. التوتر النفسي الناتج عن كبت المشاعر يؤدي أيضًا إلى تأثيرات سلبية على الجسم بشكل عام، منها ضعف تدفق الدم إلى شبكية العين والعصب البصري، الأمر الذي قد يرفع من خطر مشاكل بصرية خطيرة مستقبلًا.

نصائح للحفاظ على صحة العين من آثار كبت الدموع

تنصح الطبيبة بعدم الخوف من البكاء أو كبت المشاعر، بل بضرورة التعبير عنها لإراحة الجسم والتخلص من التوتر بشكل طبيعي. وإذا كانت العين جافة، من الأفضل استخدام قطرات مرطبة للحفاظ على التوازن الطبيعي للسائل في العين. كما يُنصح بتجنب المواقف التي تثير التوتر بشكل مفرط، مع البحث عن طرق صحية للاسترخاء، مثل ممارسة الرياضة، أو التأمل، أو الانخراط في هويات تثري النفس وتساعد على التخفيف من الضغوط.

كما توصل التوصية إلى أهمية إجراء فحوصات عيون منتظمة مرة واحدة على الأقل سنويًا، خاصة للأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لمشاكل العين. وإجراء هذه الفحوصات ضروري للكشف المبكر عن أي مشكلة والحفاظ على صحة العيون على المدى الطويل.

ختامًا

تؤكد الدكتورة غنوة على أهمية عدم الخجل من البكاء والتعبير عن المشاعر، لأنها جزء من الصحة النفسية والجسدية، وتتداخل بشكل كبير مع صحة العيون. الاعتناء بصحة عينيك يشمل أيضًا الاعتناء بمشاعرك، والتعامل مع التوتر بشكل صحي، لإبقاء العينين بصحة جيدة ووظائف سليمة.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر