تُعد الغدة الدرقية عبارة عن غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في مقدمة الرقبة، وعلى الرغم من حجمها الصغير، إلا أنها تنتج هرمونات مهمة تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم عملية الأيض ووظائف القلب والطاقة بالجسم. نظراً لتعدد وظائفها، قد يكون من الصعب تحديد بداية مشكلة في أدائها، ولهذا فإن الكثير من الأشخاص المصابين بأمراض الغدة الدرقية لا يدركون وجود مشكلة لديهم، وفقًا لدراسات صحية.
مشاكل الغدة الدرقية وأعراضها
قد يحدث أن تنتج الغدة الدرقية كميات زائدة من الهرمونات، مما يُعرف بفرط نشاط الغدة الدرقية، أو قد تُفرز كميات قليلة جدًا، مما يؤدي إلى قصور في نشاطها. في كلا الحالتين، تظهر أعراض غير واضحة يمكن أن تتداخل مع حياة الشخص بشكل كبير، مثل التغيرات في الوزن أو تساقط الشعر أو اضطرابات الأمعاء أو تغيرات في نبض القلب وضغط الدم، فضلاً عن أعراض نفسية مثل الإحباط أو القلق، بالإضافة إلى الشعور بالتعب المستمر وصعوبة النهوض من السرير.
لماذا يصعب اكتشاف مشاكل الغدة الدرقية؟
يوضح أطباء أن تشخيص اضطرابات الغدة الدرقية يكون صعبًا لأنها لا تظهر دائمًا بشكل علامات واضحة أو موحدة، رغم أن كل شخص قد يعاني من أعراض مختلفة تمامًا عن غيره، حتى في حالات مستوى الهرمونات نفسه. لذلك، يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب للتشخيص الصحيح، حيث يجري الطبيب فحصًا سريريًا وفحوصات دم لقياس مستويات هرمون الغدة الدرقية والتأكد من الحالة. قبل الوصول إلى ذلك، من الضروري مراقبة بعض العلامات غير الظاهرة التي قد تدل على وجود مشكلة.
علامات مبكرة للخلل في وظيفة الغدة الدرقية
يجب الانتباه لأي تغييرات غريبة في الوزن، سواء كانت زيادة أو فقدان بشكل غير معتاد، إذ يكون التحكم في الأيض من الوظائف الأساسية لها، فإذا زاد معدل الهرمون، يزداد حرق الطاقة ويُفقد الوزن، وإذا نقص، يتباطأ التمثيل الغذائي ويزداد الوزن. كذلك، فإن تساقط الشعر بكميات ملحوظة هو علامة محتملة على اضطراب في الغدة، خاصة في حالات الأمراض المناعية الذاتية مثل التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو أو مرض جريفز. كما أن تغيرات في حركة الأمعاء، مثل الإمساك أو الإسهال المستمر، يمكن أن تكون من علامات خلل الغدة، إذ تؤثر الهرمونات على سرعة الهضم.
تسارع نبضات القلب أو خفقانه بشكل غير معتاد قد يدل على فرط نشاط الغدة، بينما بطء القلب يمكن أن يكون نتيجة لانخفاض هرموناتها. وتؤدي اضطرابات الغدة الدرقية إلى تغيرات في ضغط الدم، فقد يرفعه إذا كانت مفرطة النشاط أو ينخفض إذا كانت نقصًا. بالإضافة إلى ذلك، قد يشعر الشخص بالإحباط أو القلق بصورة ملحوظة نتيجة لتغير مستويات الهرمونات، وقد يعاني من ضعف وتعب شديد يصعب معه النهوض من السرير أو ممارسة الحياة بشكل طبيعي.