يحذر الخبراء الطبيون من الشائعات المتزايدة حول فوائد تناول كبسولات المشيمة بعد الولادة، خاصة مع ظهور شهرة بعض المشاهير الذين أعلنوا عن اعتمادهم لهذه الممارسة. فقد كشفت عدة نساء من بينهم فيك هوب، زوجة دي جي كالفن هاريس، عن قرارهما بتناول المشيمة على شكل كبسولات، مما أعاد النقاش حول هذه العادة التي تُعرف بـ”بلسنتوفاجي”.
يدعي مؤيدو هذه الممارسة أنها تساعد على تعويض مستويات الحديد وتقليل أعراض الاكتئاب بعد الولادة، سواء كانت على شكل كبسولات مجففة أو مطبوخة أو مخلوطة في عصير. إلا أن الواقع العلمي لا يدعم هذه الادعاءات، إذ لا توجد دراسات تثبت فوائدها بشكل قاطع.
المخاطر الصحية المرتبطة بتناول المشيمة
يشدد الأطباء على أن المشيمة، باعتبارها عضوا إسفنجيًا يرشح الدم ويحمي الجنين، قد تحتوي على فيروسات وبكتيريا ومعادن ثقيلة، مما يشكل خطرًا كبيرًا للإصابة بالعدوى. وأكدت الدكتورة فيليبا كاي أن تناول كبسولات المشيمة لا يضمن القضاء على البكتيريا الضارة، مثل المكورات العقدية من المجموعة ب، التي يمكن أن تؤدي إلى إصابات للأم والطفل. وفي عام 2017، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تحذيرًا بعد ظهور حالات إصابة رضيعين بعدوى مرتبطة بتناول المشيمة بواسطة الأم.
غياب الأدلة العلمية على الفوائد المزعومة
بينت دراسات عديدة أن الاعتماد على كبسولات المشيمة لا يحقق أي تحسن ملحوظ في المزاج أو مستويات الطاقة أو الترابط العاطفي مع الأطفال، كما أن محتواها من الحديد والهرمونات لا يُعرف مدى فعاليتها بعد المعالجة. وأكدت خبرة الأطباء أن دعم استخدام هذه الكبسولات قد يمنع النساء من طلب الرعاية الطبية المناسبة، خاصة أن الأبحاث العلمية لا تثبت أي فائدة صحية لها.
عادة تسمح المستشفيات للأمهات بأخذ المشيمة إلى المنزل إذا تم إعلام القابلة قبل الولادة، مع ضرورة حفظها بشكل صحيح لتجنب التلوث. وتتضمن عملية تحضيرها طحن العضو وتجفيفه ليُحول إلى كبسولات غير ذات طعم أو رائحة، وتكلفتها ليست مرتفعة.
رغم أن بعض المشاهير مثل كيم كارداشيان وميلي ماكينتوش يدعمون هذه الممارسة، إلا أن الخبراء يؤكدون أن المخاطر الصحية تفوق الفوائد غير المثبتة، وينصحون بعدم التسرع في تناولها دون استشارة الطبيب المختص.