تكشف دراسة حديثة أن الإفراط في مشاهدة الشاشات يهدد صحة أطفالنا ويزيد من خطر إصابتهم بأمراض القلب والمشاكل الصحية المرتبطة بها. إذ أظهرت النتائج أن الاستخدام المفرط للأجهزة مثل التلفزيون والهواتف والأجهزة اللوحية يمكن أن يكون أكثر ضررًا مما نتصور على قلب الأطفال والمراهقين.
المخاطر المرتبطة باستخدام الشاشات بكثرة
ربطت الدراسة بين قضاء وقت طويل أمام الشاشات وارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى مشكلات التمثيل الغذائي. استندت الدراسة إلى بيانات أكثر من ألف طفل ومراهق من دراستين سابقتين في الدنمارك، حيث أظهرت أن كل ساعة إضافية يقضيها الطفل أمام الشاشة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب الأيضية في المرحلة العمرية من 10 إلى 18 عاماً.
طور الباحثون مؤشرًا خاصًا يعرف بمؤشر القلب الأيضي، يعتمد على قياسات مثل حجم الخصر وضغط الدم والكوليسترول الجيد والدهون الثلاثية وسكر الدم. وتوضح النتائج أن الوقت الإضافي أمام الشاشات يؤدي إلى زيادة هذا المؤشر، حيث ترتفع احتمالات الإصابة بأمراض القلب بشكل ملحوظ، خاصة عند الأطفال الذين يقضون ثلاث ساعات إضافية يوميًا أمام الشاشة، حيث يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى نصف الانحراف المعياري مقارنة بأقرانهم.
تأثير النوم ونمط الحياة على المخاطر الصحية
تبين أن النوم يلعب دورًا مهمًا في تقليل مخاطر الأمراض القلبية الناتجة عن الإفراط في استخدام الشاشات، حيث أن الأطفال الذين ينامون أقل أو يتأخرون في أوقات النوم يكونون أكثر عرضة للمخاطر. وأظهرت الدراسة أن قصر النوم يساهم بنسبة تقارب 12% في العلاقة بين وقت الشاشة وخطر الإصابة بأمراض القلب، مما يؤكد أهمية تنظيم سلوك النوم بجانب تقليل وقت المشاهدة.
نصائح لتقليل تأثير الشاشات على الأطفال
لتقليل مخاطر الإفراط في مشاهدة الشاشات، يُنصح بتحديد وقت ثابت لاستخدامها خلال اليوم، خاصة قبل النوم، مع تشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة بديلة كاللعب الحركي، القراءة أو الرسم. من المهم أيضًا ضبط أوقات الاستخدام في بداية النهار وتجنب استخدامها قبل النوم، مع تعليم الأطفال كيف يصبرون ويملأون وقتهم بطرق إبداعية بدلًا من الاعتماد المستمر على الشاشات. وضع قواعد واضحة في المنزل بشأن استعمال الأجهزة أثناء الأوقات العائلية أو الوجبات يساعد على تنظيم السلوك ويخفف من الاعتماد المفرط على الوسائل الرقمية.