دراسة تبرز ارتباط المشروبات السكرية بظاهرة الصلع

أظهرت دراسة حديثة أن تناول المشروبات السكرية بكميات كبيرة يصبح مرتبطًا بشكل غير مباشر بتساقط الشعر عند الرجال، خاصةً التساقط الوراثي، حيث تبين أن الرجال الذين يعانون من تساقط الشعر يستهلكون تقريبًا ضعف كمية المشروبات التي يتناولها الرجال ذوو الشعر الكثيف. هذا الاكتشاف يسلط الضوء على الدور الذي يلعبه نمط الحياة والتغذية في مشاكل الصلع، إلى جانب العوامل الوراثية المعروفة.

كيف ترتبط المشروبات السكرية بتساقط الشعر؟

يُعد الصلع الوراثي الذكوري مشكلة شائعة تبدأ بتساقط خفيف للشعر، قد يتطور إلى مناطق صلعاء واضحة. وفقًا لبيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية، يعاني حوالي 6.5 مليون رجل في المملكة المتحدة من هذه الحالة، وكان يُعتقد أن الوراثة تلعب الدور الرئيسي، لكن الدراسات الآن تشير إلى أن أنماط الحياة والتغذية قد تؤثر أيضًا. أجرى باحثون من جامعة تسينغهوا دراسة على 1028 رجلاً، معظمهم طلاب ومعلمون، من مختلف مناطق الصين، حيث تم تحليل استهلاكهم للمشروبات السكرية والنظر في علاقة ذلك بحالة تساقط الشعر لديهم. أظهر البحث أن الرجال الذين يعانون من تساقط الشعر يميلون إلى استهلاك كمية أكبر من المشروبات السكرية، بمعدل يصل إلى 4.3 لترات أسبوعيًا، مقابل 2.5 لتر لدى من يمتلكون شعرًا كثيفًا، وأن الكثير منهم يعاني من عوامل أخرى مثل التدخين، وانخفاض النشاط البدني، وقلة النوم، بالإضافة إلى التوتر والقلق، فضلاً عن وجود تاريخ عائلي لمشكلة الصلع، وعادات غذائية غير صحية تشمل تناول الأطعمة المقلية والحلويات وقلة الخضروات.

هل السكر يسبب الصلع بشكل مباشر؟

لا يمكن القول بشكل قاطع إن السكر يتسبب مباشرة في تساقط الشعر، لكن هناك ارتباط بين تناول المشروبات السكرية وحدوث المشكلة، ولفتت الدراسة إلى أن الإفراط في السكر قد يؤدي إلى مسار يُعرف باسم مسار البوليول، الذي يؤثر على مستويات الجلوكوز في بصيلات الشعر، مما يتسبب في نقص العناصر الغذائية الضرورية لنمو الشعر. كما أن النظام الغذائي الغني بالسكر غالبًا ما يترافق مع زيادة استهلاك الدهون، وهذه العوامل مجتمعة قد تسهم في تسريع تساقط الشعر. تشير الدكتورة آي تشاو إلى أن تناول كميات زائدة من السكر قد يضر بصيلات الشعر، ويؤدي إلى تلفها وتقليل فعاليتها في النمو، وهو أمر يوضح الرابط، ولكنه لا يتجاوز كونه علاقة إحصائية، وليس علاقة سببية مباشرة.

ختامًا

توضح الدراسة أن تقليل استهلاك المشروبات السكرية والنظر في نمط الحياة الصحي، يمكن أن يكونا جزءًا من الإجراءات الوقائية التي تساعد على الحد من مشكلة تساقط الشعر، خاصةً لأولئك الذين لديهم عوامل وراثية أو عادات غذائية غير مناسبة. الحفاظ على نمط حياة متوازن، والإقلاع عن التدخين، وتحسين جودة النوم، وتقليل التوتر، كلها عوامل تساهم في دعم صحة الشعر وتقويته.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر