يثير الجمع بين تناول الشاي الساخن والتدخين قلق خبراء الصحة، حيث يعتقد الكثيرون أنه أمر يومي غير ضار، خاصة لمن يبحثون عن لحظة استرخاء، لكن التحذيرات تظهر أن لهذا المزيج آثارًا سلبية غير واضحة على الجسم. حيث أظهرت دراسة حديثة نُشرت في عام 2023 أن شرب الشاي الساخن أثناء التدخين يزيد بشكل كبير من احتمالات الإصابة بأمراض خطيرة مثل أنواع مختلفة من السرطان، وذلك لأن المشروبات الساخنة تضر الأنسجة الحساسة داخل الجسم، وعندما تتفاعل مع المواد المسرطنة الموجودة في السجائر، فإن الخطر يتضاعف.
الأمراض المرتبطة بممارسة الجمع الخطير بين الشاي والتدخين
يؤدي هذا التداخل إلى مجموعة من الأمراض التي قد تهدد حياة الإنسان، حيث يسبب سرطان المريء إصابات طفيفة في البطانة الداخلية للمريء نتيجة للحرارة المستمرة، ومع وجود المواد الكيميائية السامة في دخان السجائر، يتضاعف خطر الإصابة بسرطان المريء مع مرور الوقت، ما يؤدي إلى التهاب مزمن وطفرات خلوية قد تتطور إلى سرطانه. أما عن سرطان الرئة، فهو من أخطر النتائج الناتجة عن التدخين المزمن وضرر الشاي الساخن، إذ يسبب تهيج أنسجة الرئة والتهابها، مما يعزز من تلف الخلايا ويدفع إلى انتشار الورم السرطاني بشكل أسرع.
ينتقل الضرر أيضًا إلى الحلق، إذ يتعرض لأنسجته للتلف بسبب الحرارة والدخان، وتؤدي المواد الكيميائية كالفورمالديهايد والبنزين إلى التهابات مزمنة وتغيرات في الصوت، مما يزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الحلق. على مستوى القلب، يضغط النيكوتين والكافيين على النظام القلبي، حيث يرفعان ضغط الدم ويزيدان من معدل ضربات القلب، فتصبح الأوعية الدموية أكثر عرضة للتلف والتصلب، وبالتالي ترتفع احتمالات النوبات القلبية.
تؤثر هذه العادات أيضًا على الصحة الإنجابية، إذ يضر التدخين بمستويات الهرمونات ويقلل من عدد الحيوانات المنوية، بينما يسبب الكافيين الجفاف ويخل بالتوازن الهرموني، مما يؤدي إلى مشاكل في الخصوبة. كما أن الشاي يزيد من إنتاج الحمض في المعدة، والنكوتين يضعف الطبيعي في بطانة المعدة، مما يفتح الباب لقرح مؤلمة مع أعراض كالحرقان وعسر الهضم، وقد تؤدي إلى نزيف واحتياج لعلاج طبي. أما على المستوى المعرفي، فالتدخين يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يتسبب في تدهور الذاكرة والأداء العقلي، خاصة عند تناول الشاي الساخن على معدة فارغة، حيث يزداد الصداع والدوار، وتظهر مشاكل ذهنية مبكرة مع مرور الزمن.
خطر السكتة الدماغية وتأثيراته
يرتفع احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية بسبب انقباض الأوعية الدموية الناتج عن النيكوتين والكافيين، مما يرفع ضغط الدم ويؤدي إلى تكون جلطات قد تسد الشرايين الحيوية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري. كل ذلك يعرض صحتهم للخطر بشكل أكبر، ويزيد من فرص تعريض حياة الإنسان للتهديد بأمراض خطيرة.