يتم اللجوء للجري كرياضة سهلة وممتعة، لكنها قد تتحول إلى مصدر ألم إذا لم نلتزم بالاحتياطات اللازمة. تظهر آلام الركبة غالبًا بعد الجري نتيجة لعدة عوامل، منها تكرار الإجهاد دون فترات راحة مناسبة، ما يسبب تهيج الأنسجة حول المفصل. كما أن ضعف التوازن العضلي في عضلات الورك أو الفخذ يجعل المفصل يتحمل ضغطًا زائدًا، مما يؤدي إلى الألم. ارتداء حذاء غير مناسب، لا يدعم قوس القدم بشكل جيد، قد يسبب توزيعًا غير متوازن للوزن، مما يؤثر سلبًا على الركبة. بالإضافة إلى ذلك، أسلوب الجري ذاته مهم، فالهبوط القوي على الكعب أو الميل المفرط للجذع أمامًا قد يزيد الضغط على المفصل ويؤدي للألم. ومن العوامل الأخرى أرضية الجري الصلبة، مثل الأسفلت أو الخرسانة، التي تضغط على المفاصل عند الركض عليها لفترات طويلة دون تهيئة السطح.
كيفية الوقاية من آلام الركبة أثناء الجري
ابدأ تدريجيًا ولا تندفع بشكل مفاجئ، خاصة إذا كنت جديدًا على الجري، بل قم بالمشي والركض الخفيف على فترات متبادلة، وزد المسافات تدريجيًا لتقوية الجهاز العضلي وتحمل المفاصل بشكل آمن. من المهم أيضًا فحص الحذاء بشكل دوري، حيث يفضل تغييره بعد كل حوالي 600 كم من الجري، خاصة إذا لاحظت انخفاض مستوى الدعم أو الراحة. حرصًا على تقوية العضلات، مارس تمارين تقوية عضلات الفخذ والورك، مثل القرفصاء، فهي تساعد على استقرار المفصل وتقلل من فرصة الألم. كما أن التمدد قبل وبعد التمرين مهم جدًا لتحسين مرونة العضلات وتخفيف الضغط على الركبة، مما يقلل احتمالية الإصابات والإجهاد.
متى يُنصح باستشارة طبيب أو مختص
إذا استمر الألم وأصبح يزداد سوءًا مع الاستمرار في الجري أو صعود السلالم، أو لاحظت وجود تورم في المفصل، أو صعوبة في تحريكه، فمن الضروري مراجعة طبيب مختص في العظام أو العلاج الطبيعي. إهمال الألم أو تجاهله قد يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد، وتفاقم الحالة التي تتطلب فترات علاج أطول وإعادة تأهيل أكثر تعقيدًا. لذلك، من المهم أن تتابع حالتك الصحية وتتخذ الإجراءات اللازمة بسرعة لضمان الحفاظ على صحة ركبتك وسلامتك العامة أثناء ممارسة هذه الرياضة الجميلة.