تظهر على الأطفال أحيانًا شكوى مفاجئة من ألم في ساقهم، خاصة في الليل أو بعد ممارستهم للرياضة أو الجري، ويستجيب الطفل عادةً للدلك والكمادات الدافئة، وتختفي الآلام مع بداية الصباح. يتكرر هذا الألم غالبًا في كلا الساقين ويختفي بشكل طبيعي دون حاجة لفحوصات طبية، وذلك عادةً ما يكون جزءًا من آلام النمو التي تصيب الأطفال أثناء فترات النمو السريع، خاصةً في مراحل ما قبل البلوغ. السبب يرجع إلى تغييرات في الهيكل العظمي وتوسع العظام والأنسجة المحيطة، والتي تؤدي إلى أوجاع خفيفة يشعر بها الطفل في الأطراف السفلية، لكي تطمئن الأهل، يمكن تقديم دلك لطيف وسهولة التدفئة، مع الاهتمام بالتغذية والترطيب الصحيحين.
متى يتطلب الألم فحوصات طبية؟
لكن في حالات لا تختفي فيها الآلام أو تظهر بشكل غير معتاد أو تعيق أنشطة الطفل اليومية، يجب مراجعة الطبيب. تشمل العلامات التي تدعو للفحص وجود فقدان وزن، تعب أو ضعف عام، آلام في مناطق أخرى مثل الظهر أو الذراعين، استمرار الألم طوال اليوم، تورم في المفاصل، رفض الطفل المشاركة في الألعاب والنشاطات، وجود إصابات أو صدمات سابقة، بالإضافة إلى ظهور طفح أو حمى. عند وجود أحد هذه الأعراض، يتم تقييم الحالة بشكل أكثر دقة، وغالبًا تتطلب الفحوصات مثل التحاليل الدموية أو الصور الشعاعية.
الأمراض التي قد تحاكي آلام النمو
قد يكون نقص فيتامين د سببًا لألم مشابه لآلام النمو، ويصاحبه أحيانًا ألم في مناطق أخرى مثل الظهر والذراعين، ويجب علاج السبب بسرعة. أيضاً، بعد الإصابة بفيروس، قد يشعر الطفل بالألم والتورم في المفاصل، مما يحتاج إلى علاج طبيعي وتغذية مناسبة. وإذا تعرض الطفل لصدمات أو إصابات، فسيحتاج للفحوصات اللازمة، مثل الأشعة، للتأكد من سلامة العظام. في بعض الحالات، قد تشير الأعراض إلى أمراض التهابية أو روماتيزمية، حيث يزداد الألم صباحًا ويقل تدريجيًا، وهو ما يتطلب فحوصات الدم وأدوية مضادة للالتهاب. كما أن بعض الحالات النادرة، مثل سرطان الدم، قد تظهر عليها أعراض فقدان الوزن والتعب المتكرر، وتتطلب فحوصات خاصة لتشخيص الحالة المبكر.
الصحة النفسية وأهميتها
ليست جميع الآلام التي يشعر بها الطفل جسدية، فقد تكون أحيانًا ناتجة عن ضغوط أو مشاكل نفسية، خاصة إذا كان يعاني من التنمر أو الخوف أو يشعر بالوحدة، ويظهر ذلك من خلال مقاومته للذهاب إلى المدرسة أو بعدم اهتمامه باللعب. تواصل الأهل مع الطفل وفهم عالمه العاطفي، وتوفير بيئة داعمة، يسهم بشكل كبير في تحسين حالته. لذلك، لا تتجاهل العلامات غير الاعتيادية، وإذا شعرت أن الأمر غير طبيعي أو متكرر، استشر طبيبًا مختصًا للتأكد من الحالة الصحيحة.