تزداد معدلات انتشار مرض السكري بين الأطفال بطريقة مثيرة للقلق، مما يجعل من الضروري اكتشاف الإصابة مبكرًا لتقديم العلاج المناسب وتقليل المضاعفات التي قد تنجم عنه.
يعاني مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني من اضطرابات في تنظيم مستوى السكر في الدم، إلا أن كل نوع يختلف في أسبابه وأعراضه وطرق العلاج. فالنوع الأول هو مرض مناعي ذاتي يتطور فجأة ويقصف خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين، مما يؤدي إلى عدم إنتاج الجسم للأنسولين بشكل كافٍ. أما النوع الثاني، فهو حالة تتطور ببطء غالبًا وتحدث عندما يفقد الجسم حساسيته للأنسولين أو لا ينتجه بكميات كافية، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بالنمط الحياتي من سمنة وقلة حركة.
مرض السكري من النوع الأول عند الأطفال
يحدث النوع الأول عند الأطفال عندما يهاجم جهاز المناعة خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، مما يتسبب في توقف إنتاجه. تظهر الأعراض فجأة وتتمثل في عطش شديد، كثرة التبول، فقدان وزن غير مفسر رغم الجوع، تعب وتهيج، ألم بالمعدة، غثيان وقيء، رائحة فم كريهة وتنفس سريع، ضعف البصر، وزيادة الالتهابات أو التهابات المهبل. في بعض الحالات، قد تتشابه الأعراض مع أعراض الأنفلونزا، لذا يلزم الرعاية الطبية الفورية للتشخيص المبكر.
مرض السكري من النوع الثاني عند الأطفال
يُصيب النوع الثاني الأطفال غالبًا بسبب مقاومة الجسم للأنسولين أو نقصه، ويزداد انتشاره بين الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن، قلة النشاط، أو لديهم تاريخ عائلي لهذا المرض. تظهر الأعراض بشكل تدريجي، وتشتمل على كثرة التبول، العطش المفرط، تعب، ضعف وانفعال، ضعف نظر، وخز في اليدين أو القدمين، بقع داكنة على الجلد، والتهابات متكررة أو جروح بطئية الشفاء. ومن المهم أن يتم التشخيص من خلال فحوصات مثل اختبار مستوى السكر في الدم أو اختبار الهيموغلوبين التراكمي.
طرق علاج مرض السكري عند الأطفال
يعتمد علاج النوع الأول على إعطاء الأطفال الأنسولين يوميًا عن طريق الحقن أو مضخة الأنسولين، مع مراقبة مستوياته في الدم بشكل منتظم، واتباع نظام غذائي مناسب محتسب الكربوهيدرات، والنشاط البدني المستمر. أما العلاج في النوع الثاني، فيركز على تغيير نمط الحياة من خلال تناول طعام صحي، ممارسة الرياضة، وفقدان الوزن إذا لزم الأمر. قد يُضاف أحيانًا أدوية فموية أو أنسولين حسب الحاجة. استمرار قياس السكر مهم للحفاظ على مستوياته ضمن المعدل الطبيعي وتفادي المضاعفات.
المضاعفات طويلة الأمد وكيفية الدعم المستمر
يؤدي سوء إدارة مرض السكري إلى تلف الأعضاء مثل الكلى والأعصاب والعينين، كما قد يتسبب في أمراض القلب ومشاكل في اللثة والقدمين. ويمكن أن يواجه الأطفال مضاعفات حادة مثل انخفاض مستوى السكر أو الحماض الكيتوني، بالإضافة إلى ازدياد خطر ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول ودهون الكبد. لذلك، من المهم دعم الأطفال من خلال توفير نمط حياة صحي، والاعتناء النفسي، والمتابعة الدورية مع الأطباء، مع إجراء الفحوصات المستمرة لمراقبة الحالة الصحية. حتى الالتهابات أو الحمى البسيطة قد تؤثر على مستوى السكر، لذا فإن المتابعة الدقيقة ضرورية للحفاظ على استقرار الحالة.
بالرغم من اختلاف أسباب وعلاج كل نوع، إلا أن رعاية الأطفال المصابين تتطلب اهتمامًا دائمًا، مع الكشف المبكر والدعم الأسري والمجتمعي القوي، ليتمكنوا من عيش حياة صحية ومفعمة بالنشاط.