ما هو التصلب المتعدد وما هي أسبابه وأعراضه؟
يحدث التصلب المتعدد عندما يهاجم الجهاز المناعي الغمد الواقي للأعصاب، المعروف باسم المايلين، مما يسبب تلفًا للأعصاب ويسبب ظهور أعراض متعددة. يضعف هذا الضرر التواصل بين الدماغ وبقية أجزاء الجسم، مما يؤدي إلى شعور بالخدر، والوهن، وصعوبة في المشي، وتغيرات في الرؤية، وأعراض أخرى متنوعة.
تختلف الأعراض حسب الشخص، وقد تتغير مع تطور المرض. من الأعراض الشائعة خدر وخز، وأحاسيس صدمة كهربائية تظهر عند تحريك الرقبة، خاصة مع ثنيها للأمام، وتسمى علامة Lhermitte. يرافق المرض أحيانًا عدم التنسيق في الحركة، ومشاكل في المشي، وضعف عام، وفقدان جزئي أو كامل للرؤية، غالبًا في عين واحدة، مصحوبًا بألم أثناء تحريك العين. كما قد تظهر رؤية مزدوجة، وضبابية في الرؤية، ودوار، ودوخة، وشعور زائف بالحركة، بالإضافة إلى مشاكل في وظيفة المثانة والأمعاء، والتعب الشديد، وصعوبة في الحديث، وضعف الذاكرة، وارتباك الأفكار، مع تغيرات في المزاج.
جدير بالذكر أن ارتفاع درجة الحرارة بشكل بسيط يمكن أن يزيد من حدة أعراض المرض مؤقتًا، وهو ما يعرف بالانتكاسات الزائفة التي لا تعتبر ضررًا دائمًا.
ما العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بالتصلب المتعدد؟
هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد. يبدأ غالبًا في سن العشرين إلى الأربعين، وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بالرجال في حالات الانتكاس. إذا كانت هناك حالات مرضية في العائلة، خاصة الإصابة بمرض التصلب المتعدد، فإن فرصة الإصابة تزيد. بعض الالتهابات الفيروسية مثل فيروس إبشتاين بار كانت مرتبطة بالمرض، خاصة تلك التي تسبب الالتهاب في كريات الدم البيضاء.
الشخصية البيضاء، خاصة ذات الأصول من شمال أوروبا، أكثر عرضة للإصابة، بينما تقل نسبة الإصابة بين الأشخاص من أصول آسيوية وأفريقية وأمريكية أصلية. انتشار المرض يكثر في المناطق ذات المناخ المعتدل، مثل كندا، أمريكا الشمالية، نيوزيلندا، أستراليا، وأوروبا. وجود مستويات منخفضة من فيتامين د، خاصة عند قلة التعرض لأشعة الشمس، يزيد احتمال الإصابة، ويُعتقد أن شهر الميلاد قد يؤثر أيضًا بسبب تأثير التعرض للشمس أثناء الحمل. كما أن السمنة المفرطة في مرحلة الطفولة ترفع من خطر الإصابة. بعض أمراض المناعة الذاتية، كمشاكل الغدة الدرقية وفقر الدم، أو السكري من النوع الأول، تزيد من فرصة الإصابة. التدخين أيضًا يعد من عوامل الخطر، حيث يزيد من احتمالية الإصابة بنوع متكرر من المرض، أما الميكروبيوم المعوي، أي توازن البكتيريا في الأمعاء، فهو موضوع قيد الدراسة لارتباطه بالمرض.
هل هناك علاج لمرض التصلب المتعدد؟
لا يوجد حتى الآن علاج نهائي للتصلب المتعدد، ولكن تتوفر أدوية تساعد على تقليل حدة الأعراض وتسريع الشفاء من الهجمات، بالإضافة إلى تعديل مسار المرض وتحسين جودة حياة المصابين. تتبع طرق العلاج الشاملة والاستشارة الطبية المستمرة أهمية كبيرة في إدارة الحالة والتقليل من تأثيرها على حياة المريض.