يزداد القلق من الإفراط في استخدام الشاشات في عصرنا الرقمي، خاصة بين الأطفال والمراهقين، حيث أظهرت دراسات حديثة ارتباطًا بين الاستخدام الطويل للشاشات وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية في الأعمار الصغيرة. توضح الأبحاث أن قضاء أكثر من ثلاث ساعات يوميًا أمام الهواتف الذكية، أو أجهزة الكمبيوتر، أو التلفزيونات، يمكن أن يرفع احتمالات الإصابة باضطرابات في القلب والأيض مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول ومقاومة الأنسولين، الأمر الذي يتفاقم بسبب قلة النوم الناتجة عن الاستخدام المفرط لمثل هذه الأجهزة.
المخاطر الصحية المبكرة المرتبطة بالوقت أمام الشاشات
تؤدي قضاء مدة طويلة أمام الشاشات إلى ظهور علامات مبكرة على إجهاد القلب، حيث لوحظ ارتفاع معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم لدى المراهقين الذين يقضون ساعات طويلة أمام الأجهزة الرقمية، الأمر الذي يوضح أهمية تعديل عادات استخدام الشاشات للوقاية من مشكلات طويلة الأمد في القلب والأوعية الدموية. كما أن الحرمان من النوم الناتج عن الإفراط في الاستخدام، خاصة قبل النوم، يعرقل أنماط النوم الطبيعية، مما يزيد من احتمالات ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب على المدى البعيد.
تأثير عادات الاستخدام على الأيض والصحة القلبية
وجدت دراسات أنه كلما زاد وقت المراهقين أمام الشاشات، زادت احتمالات ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، وما يترتب على ذلك من زيادة خطورة الإصابة بالأمراض القلبية والسكتة الدماغية في مراحل لاحقة من الحياة. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط نقص النوم وقله بالجودة الناتج عن الاستخدام المفرط للشاشات بتدهور صحة القلب، حيث ينخفض زمن النوم وتُقلل الجودة أيضًا، مما يفاقم الحالة الصحية ويؤثر سلبًا على توازن الهرمونات والصحة النفسية.
علامات مبكرة لإجهاد القلب عند المراهقين
حتى في سن المراهقة، تظهر علامات على إجهاد القلب، منها زيادة معدل ضربات القلب أثناء الراحة وارتفاع ضغط الدم، خصوصًا عند قضاء فترات طويلة أمام الشاشات. تُعد هذه المؤشرات من الإنذارات المبكرة التي تؤكد ضرورة تعديل عادات استخدام الأجهزة الرقمية للوقاية من مشاكل القلب على المدى الطويل. إذ إن التعامل مع هذه المؤشرات مبكرًا يلعب دورًا هامًا في الحد من خطورة الإصابة بمضاعفات صحية أكبر لاحقًا.
استراتيجيات للحد من مخاطر صحة القلب المرتبطة بالوقت أمام الشاشات
تبدأ من خلال مراقبة وقت استخدام الشاشات، حيث يُنصح بعدم تجاوز ساعتين يوميًا أمام الأجهزة الترفيهية، مع ضرورة تشجيع الطفل أو المراهق على ممارسة أنشطة لا تعتمد على الشاشات، مثل اللعب في الهواء الطلق أو الهوايات التي تنمي المهارات. كما أن إعطاء الأولوية للنشاط البدني المنتظم ضروري بحيث يُنصح بممارسة رياضة بشكل منتظم لمدة 60 دقيقة يوميًا، لأنها تساهم في تقليل تأثيرات الجلوس الطويل وتقوية صحة القلب والشرايين. ويجب الاعتماد على روتين نوم منتظم وصحي، حيث يقلل الابتعاد عن الشاشات ساعة على الأقل قبل النوم من اضطرابات النوم، ويساعد على تحسين نوعية ومدة النوم، مما ينعكس إيجابيًا على الصحة العامة والصحة النفسية.
لا يُغفل أهمية إشراك الأسرة في تبني عادات صحية، بحيث يتفق جميع الأفراد على تحديد أهداف جماعية لوقت استخدام الشاشات، والمشاركة في أنشطة مشتركة، مما يخلق بيئة داعمة ودافعة للسلوكيات الصحية التي تحافظ على صحة القلب وتقلل من المخاطر الصحية المرتبطة بالإفراط في استخدام التقنية.