تمكن فريق من الباحثين من تطوير تقنية تعتمد على التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ يمكنها تحديد مدى سرعة تقدم الإنسان في العمر. تساعد هذه التقنية في التنبؤ المحتمل لمخاطر الإصابة بأمراض مزمنة قبل أن تظهر أعراضها، مما يفتح آفاقًا جديدة للوقاية المبكرة.
طرحت الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Aging، مقياسًا جديدًا يُدعى DunedinPACNI، يعتمد على تحليل صورة واحدة للدماغ باستخدام خوارزميات التعلم الآلي. يستطيع هذا المقياس قياس معدل الشيخوخة البيولوجية استنادًا إلى خصائص بنية الدماغ، مثل حجم المناطق، سمكها ونسبة المادة البيضاء إلى الرمادية. طُور المقياس باستخدام بيانات من دراسة دنيدن في نيوزيلندا التي تابعت أكثر من ألف شخص منذ ولادتهم في السبعينيات وحتى منتصف العمر.
قامت الدراسة بمقارنة نتائج المقياس الجديد مع مؤشر سابق يُعرف بـ DunedinPACE، والذي يعتمد على تحليل العلامات الكيميائية المرتبطة بالحمض النووي. أظهرت النتائج توافقًا كبيرًا بين الطريقتين، مما يعزز من موثوقية المقياس لوجوده كأداة مناسبة للدراسات التي تعتمد على الصور فقط دون الحاجة لبيانات جينية.
اختبر الباحثون فاعلية التقنية على قواعد بيانات ضخمة مثل UK Biobank، التي تضم أكثر من 42 ألف صورة دماغية، وبيانات من مشاريع دولية متعددة، وأكدت النتائج قدرة المقياس على التنبؤ بدقة بمعدلات الشيخوخة. كما أرتبط المقياس بمؤشرات صحية أخرى مثل قوة القبضة، سرعة المشي، ومعدلات الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وأمراض التنفس المزمنة، بالإضافة إلى احتمالية الوفاة المبكرة.
آفاق مستقبلية واستخدامات طبية
يعتقد الخبراء أن هذه التقنية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في الاستخدام السريري، حيث تسمح بتخصيص التدخلات الطبية بحسب معدل الشيخوخة، والتنبؤ بالمخاطر الصحية قبل ظهور الأعراض. ويعمل الباحثون حاليًا على تحديد المعايير التي تميز بين الشيخوخة الصحية والشيخوخة المتسارعة، بهدف توسيع نطاق تطبيقها وتحقيق فائدة أكبر في الرعاية الصحية المستقبلية.