يبدأ تأثير الإدمان على الشخص المدمن بتدمير صحته النفسية والجسدية والاجتماعية بشكل تدريجي. فالإدمان ليس ضعفًا في الشخصية كما يعتقد البعض، بل هو مرض يتطلب علاجًا ودعمًا متكاملًا للتعافي منه. فمخاطر الإدمان لا تقتصر على مجرد الاعتياد على المواد المخدرة أو الكحول، وإنما تمتد أيضًا لتشمل سلوكيات مثل المقامرة، الاعتماد على التكنولوجيا بشكل مفرط، والعلاقات العاطفية الضارة.
الأثر النفسي للإدمان
يُحدث الإدمان تغييرات نفسية عميقة، حيث يشعر المدمن بقلق دائم وكآبة، مع اضطرابات في النوم قد تصل لحد الاعتقاد بالأفكار الانتحارية. كما يتراجع احترامه لذاته، ويشعر بالذنب والخجل، مما يفقده الشعور بقيمته الشخصية. وتؤدي هذه الحالة إلى الابتعاد عن المجتمع، وتجنب العلاقات الاجتماعية، مع اضطرابات حادة في المزاج التي تتراوح بين نوبات الغضب وفترات الخمول. يعاني المدمن أيضًا من ضعف الإدراك وفقدان التركيز، مما يصعب عليه اتخاذ القرارات بشكل سليم.
التأثير الجسدي والاجتماعي
أما على الصعيد الجسدي، فإن الإدمان يهدد أجهزة الجسم الحيوية، مثل الكبد والقلب والدماغ والجهاز العصبي، حيث تتضرر وظائفها وتتدهور صحتها بشكل كبير. على الصعيد الاجتماعي، يواجه المدمن فقدان وظيفته وتفكك أسرته، وفقدانه للعلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى احتمال انجراره إلى ارتكاب جرائم لمواجهة مرضه أو تسهيل استمراره في الاتجاه السلبي.
طرق التعافي من الإدمان
يشدد الخبراء على أن هناك دائمًا أمل في التعافي، فالاعتراف بالمشكلة هو الخطوة الأولى نحو الشفاء. تتطلب عملية العلاج الاعتماد على العلاج السلوكي والمعرفي، بالإضافة إلى مشاركة المدمن في مجموعات دعم يسانده فيها الأهل والأصدقاء الذين يقدمون له التعاطف والتشجيع بدلًا من اللوم والانتقاد. في النهاية، يظل كل يوم فرصة جديدة للعودة، لاستعادة حياته وصحته النفسية، ولتجاوز آثار الإدمان نهائيًا.