انتشرت في الآونة الأخيرة الحميات الإقصائية التي تعتمد على استبعاد أنواع معينة من الطعام بهدف علاج حالات مثل مرض السيلياك، ومتلازمة القولون العصبي، والأكزيما. وعلى الرغم من أن هذه الحميات قد تساهم في تحسين الأعراض، إلا أن أبحاثًا حديثة تحذر من أن الامتناع عن بعض الأطعمة لفترات طويلة قد يكون له نتائج عكسية، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حساسية الطعام.
تشير الدراسات إلى أن إعادة إدخال الأطعمة التي تم استبعادها بعد فترة طويلة من المنع قد تؤدي إلى ردود فعل تحسسية حادة، تصل أحيانًا إلى الحساسية المفرطة التي تهدد الحياة. ووفقًا لموقع مختص في العلوم الطبيعية، فإن حساسية الأطعمة قد تظهر بشكل مفاجئ عند إعادة تناولها، خاصة إذا كانت فترة الانقطاع طويلة وكانت استجابة الجسم غير معتادة.
مخاطر الامتناع الطويل عن استهلاك الأطعمة
تحتوي الحميات التي تستثني أغذية شائعة مثل الغلوتين، ومنتجات الألبان، والمكسرات، والبيض على فوائد محتملة في تخفيف الأعراض، لكنها قد تسبب اضطرابات في توازن الجهاز المناعي. فمراكز السيطرة على الأمراض توضح أن الاستبعاد المفرط لهذه الأطعمة قد يضعف قدرة الجهاز المناعي على التعرف على البروتينات، مما يجعل الجسم أكثر حساسية ومستعدًا للرد برشاقة عند استعادة الأطعمة.
كيف يؤثر استبعاد الطعام على الجهاز المناعي
يكشف الدكتور بريان فيكري، رئيس قسم الحساسية والمناعة في مستشفى الأطفال بجامعة إيموري، عن أن الأمعاء تتحمل مهمة التمييز بين المواد الضارة وغير الضارة، من خلال عملية تسمى التحمل الفموي. هذه الآلية تعتمد على تعرض الأمعاء المنتظم لبروتينات الطعام، حيث تتلقى خلايا مناعية إشارات تهدئة وتساعد في منع ردود الفعل التحسسية. ولكن، عند استبعاد الأطعمة لفترات طويلة، خاصة لدى الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون من حساسية، قد تتدهور هذه العملية ويختل التوازن، مما يزيد من احتمالية ظهور ردود فعل تحسسية عند إعادة تناول الطعام.
نصائح مهمة لتناول الحميات الإقصائية
يوصي الخبراء بعدم الاعتماد على الحميات الإقصائية بشكل عشوائي أو دائم، بل ينصح بأن تتم تحت إشراف طبي مختص. فبالرغم من أن استبعاد بعض الأطعمة قد يكون ضروريًا في حالات معينة، فإن الامتناع غير الضروري ولمدة طويلة قد يكون بالفعل ضاراً أكثر من نفعه، حيث يعوق الجهاز المناعي عن أداء وظيفته بشكل صحيح ويزيد من مخاطر الحساسية عند محاولة العودة إلى تناول الأطعمة مرة أخرى.