تؤكد الأبحاث أن بصيلات الشعر تعتبر من أكثر الهياكل في الجسم التي تتمتع بنشاط أيضي مرتفع، وتتطلب إمدادًا مستمرًا من العناصر الغذائية والهرمونات والأكسجين لتبقى صحية. عندما يواجه الجسم ضغوطًا فسيولوجية، تتأثر بصيلات الشعر بشكل خاص، ما يجعل تساقطه مؤشرًا هامًا على وجود أمراض صحية مختلفة.
الأمراض المرتبطة بتساقط الشعر
من بين الأسباب الصحية التي تؤدي إلى تساقط الشعر، يعاني الكثيرون من نقص الحديد، خاصة النساء حتى في حال عدم وجود فقر دم واضح. إذ أن انخفاض مستويات الفيريتين، وهو البروتين المخزن للحديد، قد يوقف نمو الشعر ويؤدي إلى تساقطه، خاصة أثناء الدورة الشهرية أو مع اتباع أنظمة غذائية مقيدة.
كما يلعب خلل في وظيفة الغدة الدرقية دورًا مهمًا في تساقط الشعر، لأن هرموناتها تتحكم في نمو الخلايا واستقلابها. فهناك نسبة تتراوح بين 33% و50% من مرضى فرط نشاط أو قصور الغدة الدرقية يعانون من ترقق وتساقط الشعر نتيجة لهذا الخلل.
أمراض المناعة الذاتية مثل الثعلبة تؤثر أيضًا على بصيلات الشعر، حيث يهاجم جهاز المناعة بصيلات الشعر مسببًا مناطق خالية من الشعر. ويمكن أن تترافق هذه الحالة مع أمراض أخرى مثل البهاق أو الذئبة أو التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.
أما مشاكل القلب والأوعية الدموية، فتظهر من خلال ارتباط تساقط الشعر المبكر، خاصة عند الرجال، بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي وأمراض القلب. وتشير دراسات حديثة إلى أن حالات تساقط الشعر قد تكون مرتبطة بارتفاع ضغط الدم، السمنة، وارتفاع نسبة الدهون في الدم.
كيفية تشخيص السبب
يشير خبراء إلى أن تدهور صحة الشعر لا يحدث فجأة، بل يتبع أحداثًا صحية سابقة قد تظهر بعد عدة أسابيع أو شهور. لذلك، يُعد التاريخ الطبي مفيدًا جدًا في تحديد الأسباب وراء التساقط، حيث يمكن أن يكون السبب مرضًا سابقًا، أو فقدان وزن مفاجئ، أو تناول أدوية، أو تعرض نفسي أو بدني ضاغط. يجب أن يشمل التشخيص فحوصات دقيقة للأعراض المصاحبة، مثل اضطرابات النوم، التوتر، الحالة الغذائية، صحة الأمعاء، الدورة الشهرية، وأعراض خلل الغدة الدرقية، مع إجراء تحاليل دم لقياس مستويات الحديد، فيتامين د، والهرمونات المختلفة.