يبدأ الأشخاص الذين يعانون من المشي أثناء النوم في التحرك خلال نومهم، رغم أنهم يكونون غير واعين لما يحدث حولهم، ويظل عقلهم في حالة نوم عميق. تعتبر هذه الحالة من اضطرابات النوم الشائعة التي تصيب جميع الفئات العمرية، وتحدث عندما يكون الشخص بين فترتي النوم العميق واليقظة الجزئية، مما يدفعه للتحرك جسديًا دون أن يكون واعيًا بذلك.
تشير الدراسات إلى أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب قد تصل إلى 3.6% بين البالغين سنويًا، بينما يمر حوالي 29% من الناس ببعض التجارب ذات الصلة في حياتهم. يرتبط المشي أثناء النوم بعدة عوامل منها اضطراب مواعيد النوم، والسفر أو تغيير البيئة، إلى جانب التأثر بالتوتر النفسي أو بعض الأدوية. كما تزداد احتمالية الإصابة لدى الأطفال، خاصةً عندما يكون الطقس حارًا أو يكون هناك تحفيز مفرط قبل النوم.
تطور الحالة وأسبابها
عادةً ما تكون نوبات المشي أثناء النوم لدى الأطفال مؤقتة وتختفي مع نمو الجهاز العصبي لديهم، لكن استمرارها لدى البالغين قد يدل على وجود مشاكل أعمق مثل التوتر المستمر أو الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي يتناولونها. يمكن أن تترافق الحالة أحيانًا مع سلوكيات خطيرة، كفتح الأبواب أو التحدث أثناء النوم، وأحيانًا يفقد الشخص الذاكرة تمامًا عند استيقاظه. على الرغم من أن النوبات غالبًا ما تكون قصيرة ولا تهدد السلامة بشكل كبير، إلا أن استمرارها قد يسبب قلقًا خاصة إذا أدت إلى سلوكيات قد تضر الشخص نفسه.”
ما الذي يجب الانتباه إليه؟
ينصح بمراجعة الطبيب إذا تكررت النوبات أو كانت مصحوبة بإصابات جسدية، أو إذا ظهرت سلوكيات خطرة خلال النوم، بالإضافة إلى ظهور أعراض أخرى مثل الرعب الليلي أو صعوبة في التنفس، والتي قد تشير لوجود اضطرابات أكثر تعقيدًا. تعتبر تنظيم مواعيد النوم، وتجنب استهلاك الكافيين قبل النوم، من طرق الوقاية، إلى جانب تهيئة بيئة نوم هادئة وآمنة. وإذا استمرت الحالة، يُنصح باستشارة مختص في طب النوم لتشخيص الحالة بشكل دقيق ووضع خطة علاج مناسبة بما يتوافق مع الحالة الصحية لكل شخص.