تتصاعد مشكلة انتشار الكوليرا في السودان نتيجة لانهيار البنية الصحية ونقص المياه النظيفة، حيث تؤدي العدوى المعوية الحادة إلى انتقالها عبر المياه والأطعمة الملوثة، وانتشرت في جميع ولايات البلاد.
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن الفيضانات الأخيرة زادت من حدة الأزمة، مع توقع ارتفاع حالات الكوليرا والملاريا وحمى الضنك في ظل الظروف غير الصحية التي يعاني منها السكان، خاصة مع ضعف مراقبة الأمراض وصعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة، بالإضافة إلى أن المنظمة تتلقى أقل من ثلث التمويل المطلوب لتقديم الدعم الصحي الضروري.
بدأت حملات التطعيم في مدن مثل الخرطوم قبل أن تساهم في تقليل الإصابات، لكن ضعف النظام الصحي وصعوبة وصول الفرق الطبية إلى المناطق المنكوبة يعيقان جهود السيطرة، مما يجعل الوضع هشًا بدرجة عالية.
منذ إبريل 2023، يدخل السودان في حالة صراع مسلح بين القوات المسلحة بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين وتهجير الملايين، وعمّقت من أزمات الجوع والمرض التي تواجه البلاد، مع تحذيرات من كارثة غذائية وشيكة، حيث يواجه حوالي 770 ألف طفل دون الخامسة خطر سوء التغذية الحاد هذا العام. ووصل الأمر إلى أن بعض السكان في مدينة الفاشر يعتمدون على تناول علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة.
كما توسع تأثير الكوليرا إلى مخيمات اللاجئين في شرق تشاد، حيث سجلت السلطات 264 إصابة و12 وفاة في مخيم دوغوي، ما دفع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى إيقاف عمليات نقل اللاجئين من الحدود للحد من انتشار المرض ومحاولة السيطرة على الوضع الصحي في المنطقة.