تكشف الدراسات الحديثة عن مخاطر الاستهلاك المفرط للأطعمة فائقة المعالجة، خاصة بالمقارنة مع الأطعمة التي تمر بمعالجة بسيطة. يهدف هذا التركيز إلى تعزيز الوعي حول نوعية الأطعمة التي نتناولها وخطورتها المحتملة على صحتنا.
ما هي الأطعمة المعالجة؟
الأطعمة المعالجة هي تلك التي تتعرض لعمليات مثل التسخين، التجميد، أو التجفيف، بهدف تحسين جودتها أو تسهيل حفظها. على سبيل المثال، الحليب المدعم والفواكه المجمدة تعتبر من الأطعمة المعالجة، وهذه العمليات ليست بالضرورة ضارة، خاصة إذا كانت تتعلق برفاهية القيمة الغذائية أو توسيع نطاق التناول. لكن المشكلة تظهر عندما تكون درجة المعالجة عالية وتلغى خصائص الأطعمة الطبيعية، أو تستخدم لأغراض صناعية بحتة.
تصنيف NOVA وفهم مستوى المعالجة
يعتمد الباحثون على نظام تصنيف يُعرف باسم NOVA، الذي يقسم الأطعمة إلى فئات حسب درجة المعالجة. تتضمن هذه الفئات الأطعمة غير المعالجة أو المعالجة بشكل طفيف، مثل الخضروات والفواكه المغسولة أو المجمدة، بالإضافة إلى المكونات المستخدمة في الطهي. كما توجد فئة الأطعمة المعالجة، التي تتعرض لعمليات بسيطة، وأخيرًا فئة الأطعمة فائقة المعالجة التي تتعرض لتحويلات صناعية كبيرة، وتحتوي غالبًا على إضافات صناعية مثل الألوان والنكهات والمواد الحافظة. تشمل هذه الأطعمة المشروبات السكرية، والوجبات الجاهزة، والوجبات المعلبة.
المشاكل التي تسببها الأطعمة فائقة المعالجة
تحتوي الأطعمة فائقة المعالجة عادةً على كميات عالية من الملح، والسكر، والدهون غير الصحية، مما يجعلها لذيذة وسهلة الإفراط في تناولها. يؤدي الاعتماد المفرط على هذه الأطعمة إلى تقليل استهلاك الأطعمة الصحية مثل الفواكه والخضروات، مما يزيد من السعرات الحرارية ويؤدي إلى زيادة الوزن. يرفع الاعتماد على هذه الأطعمة من خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل السكري، وأمراض القلب، وأنواع السرطان، فضلاً عن ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
هل يجب تجنب جميع الأطعمة المعالجة؟
لا ضرورة لتجنب جميع الأطعمة المعالجة، إذ يوضح خبراء مثل الدكتور أمار ديف وخبيرة التغذية دينا تشامبيون أن الأطعمة المعالجة بشكل طفيف غالبًا ما تكون مغذية وآمنة. الأهم هو تقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة والاعتماد بشكل أكبر على نظام غذائي يتضمن أطعمة طبيعية وكاملة. تناول كميات قليلة من الأطعمة فائقة المعالجة بين الحين والآخر لا يسبب ضررًا كبيرًا، لكن الاعتدال والتركيز على نمط غذائي صحي هما المفتاح. إذ يمكن أن يؤدي فهم نوعية الأطعمة واختيار الخيارات الأقل معالجة إلى تحسين الصحة والاستدامة على المدى الطويل، خاصة بينما يظل الكثيرون يعتمدون على هذه الأطعمة كمصدر رئيسي للسعرات الحرارية يوميًا.