تعد القرفة من التوابل التي تُستخدم بكثرة في المطبخ، وغالبًا ما يُعتقد أنها آمنة عند تناولها بكميات معتدلة. ومع ذلك، فإن الإفراط في استهلاكها قد يؤدي إلى مشاكل صحية مختلفة، وهو ما يستوجب الحذر والانتباه عند استخدامها بكميات كبيرة.
أضرار الإفراط في تناول القرفة
تلف الكبد
يحتوي نوع من أنواع القرفة، خاصة قرفة الكاسيا، على مادة الكومارين، التي قد تضر الكبد عند ارتفاع مستوياتها في الجسم. وعادةً ما تكون هذه المادة منخفضة في المنتجات، لكن بعض الأشخاص، وخصوصًا من يعانون من أمراض في الكبد، يكونون أكثر حساسية لها ويواجهون خطر التعرض لمشكلات صحية بسببها.
مشاكل الفم والجلد
رواج تناول القرفة من خلال الحلوى أو اللثة أو معجون الأسنان قد يسبب ظهور قرح في الفم لبعض الأشخاص عند تعرضهم المطول لها. أما تهيج الجلد، فقد يحدث نادرًا ويُظهر حالات حكة أو طفح جلدي بعد شرب شاي عشبي غني بمقادير كبيرة من القرفة أو استعمال تحاميل مهبلية تحتوي على زيت القرفة.
ردود الفعل التحسسية
رغم أن الحساسية من القرفة غير شائعة، إلا أنها قد تظهر عند البعض، وتتمثل في أعراض مثل دموع العينين، العطس، سيلان الأنف، السعال، الشري، اضطرابات في المعدة، إسهال، تورم، آلام في الصدر، صعوبة في التنفس، وحتى حدوث صدمة تحسسية تعتبر حالة طارئة وخطيرة تهدد الحياة.
تداخل مع الأدوية
تحتوي القرفة على مركب سينامالديهيد الذي قد يتفاعل مع بعض الأدوية، ويؤثر على طريقة استقلابها في الجسم، مما يقلل من فعاليتها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الكومارين الموجود بكميات عالية في قشرة القرفة قد يعمل كمضاد للتخثر، الأمر الذي يهدد من يستخدمون أدوية مميعة للدم، ويزيد خطورة النزيف.
مشكلات هضمية
استهلاك القرفة بكميات مفرطة قد يسبب ألام المعدة، حرقة، غثيان، إمساك، وإسهال، وتلك الأعراض تظهر جلية عند تناولها بشكل مفرط أو بسرعة، كما يُنصح بالحذر منها لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات هضمية سابقة.
مشاكل في الجهاز التنفسي
استخدام مسحوق القرفة بشكل سريع أو غير محكوم قد يؤدي إلى سعال، اختناق، إحساس بالحرقان في الفم والأنف والحلق، ونزيف الأنف، وأحيانًا قيء وضيق في الصدر. أما كمية القرفة المعتادة، فغالبًا لا يُسبب ذلك، لكن يجب تجنب الإدخال المفاجئ أو الكميات الكبيرة بشكل مباشر.
باختصار، في حين أن القرفة تضيف نكهة مميزة وتحتوي على فوائد صحية، فإن الإفراط في تناولها يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة، ويجب الاعتدال في استخدامها للحفاظ على صحة جيدة وتجنب الأضرار المحتملة. من المهم دائمًا استشارة الطبيب في حال وجود حالات صحية خاصة أو تلقي أدوية معينة، لتفادي أي تداخل أو تأثير سلبي من القرفة.