يتناول الجسم الفسيخ، الذي يُعد من الأطعمة الشعبية في بعض الدول العربية، خاصة خلال المواسم مثل شم النسيم، لكن تناول هذا السمك المملح والمخمر يمكن أن يسبب مخاطر صحية خطيرة إذا لم يُحضّر أو يُخزن بشكل صحيح.حين يتم تناول الفسيخ، تتفاعل البكتيريا والسموم الموجودة فيه مع الجسم، مما يؤدي إلى ظهور عدة أعراض ومشكلات صحية.
مخاطر تناول الفسيخ على الصحة
يُعد التسمم الوشيقي من أخطر المخاطر المرتبطة بتناول الفسيخ. فبعض أنواع الفسيخ قد تحتوي على بكتيريا تسمى كلوستريديوم بوتولينوم، وهي تنتج أحد أقوى السموم العصبية، ويمكن أن تتسبب في مشاكل صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة. تظهر أعراض التسمم على شكل زغللة في العين، وصعوبة في البلع والكلام، وضعف عام في العضلات، وقد يتطور الأمر إلى شلل تنفسي قد يؤدي إلى الوفاة في حالة عدم تقديم العلاج الفوري. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التسمم هو حالة نادرة لكنه يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلاً.
كما يؤدي تناول الفسيخ المملح بشكل مفرط إلى ارتفاع ضغط الدم بفعل كميات الملح الكبيرة الموجودة فيه، حيث يؤدي الصوديوم الزائد إلى ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، وإجهاد الكلى، وزيادة احتباس السوائل داخل الجسم. خاصة بالنسبة لكبار السن، ومن يعانون من أمراض القلب أو ضغط الدم، فمن الأفضل تجنب تناوله أو تناوله بكميات قليلة جدًا لتفادي المضاعفات.
تأثيرات على الكلى والجهاز الهضمي
تكرار استهلاك كميات كبيرة من الملح الموجود في الفسيخ يجهد الكلى ويساهم في تكوين حصوات الكلى. بالإضافة إلى ذلك، قد يسبب تناول كميات مفرطة منه إسهالًا، مغصًا، وغثيانًا أو قيئًا في حالة عدم سلامة عملية التحضير أو وجود تلوث. استمرارية تناول الفسيخ بكميات عالية يمكن أن يضر بالجهاز الهضمي ويزيد من احتمالية المشاكل الصحية.
نقل الطفيليات والبكتيريا
إذا لم يُطهى أو يُحضّر الفسيخ بشكل جيد، فقد يكون مصدرًا للطفيليات والبكتيريا الضارة، مثل الديدان الشريطية، أو بكتيريا السالمونيلا والإشريكية القولونية، والتي قد تسبب أمراضًا معقدة ومنقولة عن طريق الطعام. لذلك، يُنصح دائمًا باختيار مصدر موثوق والتأكد من نظافة المكان ومدى سلامة التحضير، ويفضل تفادي تناوله إذا كانت الرائحة غير مألوفة، أو اللون غريبًا، أو تملك ملمسًا غير طبيعي.
كيفية تناول الفسيخ بأمان
للحفاظ على سلامتك عند تناول الفسيخ، من الأفضل اختيار مصدر معروف بنظافة تحضيره، والتأكد من وجود الشهادات الصحية، وتجنب تناوله في حالة وجود روائح كريهة أو ألوان غير معتادة، مع مراعاة أن يثُمر عصره بالليمون أو تناوله مع البصل والخل للمساعدة على تقليل البكتيريا. لا يُنصح به للأطفال، الحوامل، أو الأشخاص المصابين بأمراض الكبد أو القلب، وذلك لتجنب المخاطر الصحية المحتملة الناتجة عن سوء تناوله أو تحضيره.