يبدأ الكثير من الأشخاص في جمع الأشياء القديمة بشكل غير مدروس، وهو سلوك قد يتحول بمرور الوقت إلى اضطراب نفسي يُعرف بالاكتناز. إذ يحتفظ المصابون بمقتنيات لا قيمة لها ويصعب عليهم التخلص منها، حتى وإن سببت فوضى أو أضرارًا في منازلهم. هذا السلوك يتجلى في صعوبة شديدة عند محاولة التخلص من الأغراض، حيث يبرر الناس ذلك بالحجج مثل الحاجة إليها مستقبلًا أو ارتباطها بعواطف شخصية عميقة. يشعر الشخص بالاكتناز بحالة من القلق أو الضيق عندما يحاول أحد إزالة البضائع المخزنة، وتصبح غالبًا عادة مربكة تؤثر على حياته اليومية.
عادات قد تقودك إلى الاكتناز دون أن تدري
تميل بعض العادات إلى تعزيز ظاهرة الاكتناز، مثل تأجيل التخلص من الممتلكات بحجة مراجعتها لاحقًا، أو الاحتفاظ بعلب بلاستيكية فارغة، أو أوراق قديمة، أو ملابس لم تُستخدم منذ سنوات. يُشكّل الشراء بكميات كبيرة دون الحاجة إليها سببًا إضافيًا، وكذلك رفض التخلص من الهدايا حتى لو كانت غير مناسبة أو متهالكة، كلها من العادات التي تساهم في تراكم الأغراض بشكل يصعب السيطرة عليه.
الآثار السلبية التي تترتب على المنزل والحياة بسبب الاكتناز
يؤدي تراكم الأشياء إلى فوضى مستمرة في المنزل، حيث يصعب تنظيف المكان بشكل جيد، ما يخلق بيئة غير صحية وصعبة العيش فيها. تتعرض الممرات للتعثر أو السقوط بسبب وجود الكثير من الأغراض، ويزداد احتمال جذب الحشرات والقوارض نتيجة تراكم المهملات والأغراض القديمة غير المستخدمة. كما تؤدي هذه الحالة إلى توتر بين أفراد الأسرة، حيث يشعرون بالاختناق أو الإزعاج من الفوضى المستمرة، ويؤثر ذلك على العلاقات العائلية بشكل سلبي.
الأسباب النفسية لظاهرة الاكتناز
يربط الأخصائيون النفسيون بين الاكتناز واضطرابات القلق أو الاكتئاب، وغالبًا يعود السبب إلى الصدمات النفسية مثل فقدان شخص عزيز. ففي بعض الحالات، يصبح الاحتفاظ بالمقتنيات وسيلة للهروب من الشعور بالفراغ العاطفي، كما أن بعض الأشخاص يورثون هذه العادة من بيئة نشؤوا فيها مليئة بالمقتنيات غير الضرورية، مما يعزز لديهم ميلًا لحفظ الكثير من الأشياء بشكل مفرط.
كيفية كسر عادة الاكتناز
للتخلص من هذه العادة، يُنصح ببدء العملية بشكل تدريجي، من خلال تخصيص ساعة واحدة أسبوعيًا لتنظيف جزء صغير من المنزل، وعدم محاولة التخلّص من جميع الأغراض دفعة واحدة. الاعتماد على قاعدة أنه إذا لم يُستخدم شيء منذ أكثر من سنة، فمن المحتمل ألا يحتاجه، يمكن أن يكون محفزًا للتخلي عنه. كما يُساعد التبرع بالأغراض التي لا نحتاجها الآخرين بدلًا من التخلص النهائي، في تقليل المشاعر السلبية المرتبطة بالفقد. في الحالات الصعبة، من المفيد طلب دعم من شخص مقرب أو مختص نفسي للمساعدة في اتخاذ الخطوات الصحيحة لتحقيق التغيير.