تعتبر القيلولة وسيلة شائعة لأخذ قسط من الراحة وتجديد النشاط خلال النهار، إذ تساعد على تحسين التركيز والأداء. لكن، قد تؤدي بعض الحالات إلى نتائج عكسية، حيث يشعر الأشخاص بعد استيقاظهم بالتعب والإرهاق، أو يعانون من غثيان وصداع شديد بسببها.
أسباب الشعور بالانزعاج بعد القيلولة
عندما يختار الشخص الاسترخاء لفترة قصيرة خلال النهار، ينطوي ذلك على احتمالات لحدوث مشكلات صحية ناتجة عن أنماط النوم أو مشاكل في أجهزة الجسم المختلفة. ومن أبرز الأسباب خمول النوم، وهو حالة تصيب الدماغ وتنتج عنها دوخة وغثيان وفقدان التوازن، خاصة إذا لم يكمل الإنسان دورة نوم كاملة. يستغرق النوم عادة حوالي 90 دقيقة، تتضمن عدة مراحل، وإذا استيقظ الشخص خلال مرحلة النوم العميق أو حركة العين السريعة، فقد يواجه شعور تعب وإعياء يستمر لعدة ساعات. كما أن الحالات الشديدة من خمول النوم، كالتعب المفرط الذي يصاحبه غثيان ودوار، تكون غالبًا نتيجة انقطاع النفس أثناء النوم أو اضطرابات أخرى ذات الصلة.
مشاكل الجهاز الهضمي وتأثيرها على القيلولة
تعد مشكلات الجهاز الهضمي، مثل الارتجاع المعدي المريئي أو حرقة المعدة، من الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالغثيان والدوخة بعد الاستيقاظ من القيلولة. تسبب الحالة ارتداد حمض المعدة إلى المريء، خاصة عند الاستلقاء بعد تناول الطعام، الأمر الذي يفاقم الشعور بعدم الراحة، ويكثر حدوثه عند من يتناولون وجبات دهنية أو حمضية. كذلك، يمكن أن تتسبب مشاكل المعدة الناتجة عن تناول وجبات ثقيلة أو النوم مباشرة بعد الأكل في حدوث أعراض مزعجة عند الاستيقاظ.
أسباب أخرى للشعور بالتعب والغثيان
كذلك، يؤثر الجفاف وانخفاض مستوى السكر في الدم على شعور الفرد بالتعب عند الاستيقاظ. حالات اضطرابات التنفس أثناء النوم، كوقوف النفس المؤقت، تسبب مشاكل من قبيل الصداع والقلق، وتؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، ما يسبب دوار وغثيان. كما أن اضطرابات التوتر العصبي، أو صعوبة تنظيم الوظائف اللاإرادية، تؤدي أيضًا إلى ردود فعل غير مرغوب فيها بعد القيلولة، خاصة عند التغير المفاجئ في وضع الجسم.
المدة المثالية للقيلولة وكيفية تجنب المشكلات
لتجنب الشعور بالإرهاق أو الغثيان بعد القيلولة، يُنصح بعدم تجاوز مدة 20 دقيقة، فذلك يقلل من فرصة دخول الإنسان في مرحلة النوم العميق، التي تتسبب في الشعور بالارتباك عند الاستيقاظ. وإذا كان الشخص بحاجة إلى استكمال دورة نوم كاملة، فسيكون من المفيد تخصيص حوالي 90 دقيقة، لأنها تتضمن مراحل النوم المختلفة، ويتيح استكمالها العودة إلى حالة اليقظة بشكل أكثر راحة. خاصة لمن يعاني من مشكلات في الجهاز الهضمي، يُفضل ألا تتجاوز مدة القيلولة نصف ساعة لتقليل تأثيرات التباطؤ في أداء المعدة، وتجنب تهيج المريء نتيجة تراكم حمض المعدة.
طرق تجنب وعلاج الغثيان بعد القيلولة
لمنع الشعور بالضيق بعد الاستيقاظ، يُبدي من المهم الحفاظ على روتين نوم منتظم وهادئ قبل النوم، مثل قراءة كتاب أو ممارسة التأمل، وتقليل التعرض للضوء الأزرق قبل ساعة أو ساعتين من النوم. ويُفضل أن تكون القيلولة مبكرة في النهار، لتفادي تأثيرها على النوم الليلي، حيث إن النوم لفترة طويلة أو متأخر قد يقلل من الرغبة في النوم ليلاً، مما يفاقم مشكلة الإرهاق والتعب. إذ إن تنظيم أوقات الراحة بشكل مناسب يسهم في تحسين نوعية النوم وتعزيز الشعور بالانتعاش عند الاستيقاظ.