أعلنت السلطات الصحية في فرنسا عن سحب فوري لعدد من أنواع الجبن الطري من الأسواق بسبب تلوثها ببكتيريا خطيرة تُعرف باسم الليستيريا. هذا الإجراء جاء بعد اكتشاف وجود البكتيريا في عينات مختلفة من المنتج، مما أدى إلى قرار بحظر بيعها بشكل عاجل لحماية المستهلكين.
ما هي بكتيريا الليستيريا؟
تعتبر الليستيريا نوعاً من البكتيريا التي تتواجد غالباً في الأطعمة الملوثة، وتسبب مرضاً يسمى الليستريوسيس. تظهر أعراض الإصابة عادة على شكل حمى وآلام في البطن، وقد تتطور إلى التهابات في الدماغ أو تسمم دموي خطير. وأخطر ما في الأمر أن فترة حضانة البكتيريا طويلة نسبياً، قد تصل إلى 70 يوماً، مما يصعب تحديد مصدر العدوى بسرعة.
تفاصيل عملية السحب والإجراءات المتخذة
يشمل القرار سحب منتجات من الجبن المصنوع من حليب الماعز في بعض المزارع الصغيرة التي أظهرت التحاليل وجود البكتيريا فيها. بسرعة، طلبت وزارة الصحة الفرنسية من المستهلكين التوقف فوراً عن تناول هذه الأنواع، وإعادة المنتجات غير المستخدمة إلى المتاجر، والتخلص الآمن من أي علب موجودة في المنازل. كما أكدوا على أهمية التحقق من سلامة المنتجات قبل الشراء وضرورة قراءة بيانات الصلاحية بعناية.
الأعراض والتحذيرات للمتأثرين
ينبغي مراقبة أعراض الإصابة بعد تناول الجبن الملوث، والتي تتضمن ارتفاع درجة الحرارة، القشعريرة والتعرق الشديد، وآلام البطن والإسهال. كما قد يظهر صداع وتيبس في الرقبة، وهو أمر يستدعي استشارة طبية فورية. بالنسبة للنساء الحوامل، فإن الإصابة يمكن أن تكون خطيرة جداً على الجنين، حتى لو لم تظهر أعراض واضحة على الأم.
طرق الوقاية من التلوث الغذائية
لحماية نفسك، من الضروري التأكد من مصدر المنتجات وقراءة معلومات صلاحيتها. ينصح بعدم استهلاك الأجبان غير المبسترة، خاصة أثناء الحمل أو لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة. كما يجب حفظ الجبن في درجات حرارة مناسبة، وتجنب تركه خارج الثلاجة لوقت طويل، مع الحرص على غسل اليدين وأدوات المطبخ جيداً بعد التعامل مع الأجبان الطرية.
ردود الفعل والتدابير الاحترازية في فرنسا
أثارت هذه الواقعة حالة من القلق وردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طالب المستهلكون برفع مستوى المراقبة على المنتجات الغذائية وتشديد العقوبات على الشركات التي تخلّ بمعايير السلامة. قامت بعض المتاجر الكبرى بسحب جميع دفعات الجبن الطري، بما في ذلك غير المتأثرة، كإجراء احترازي للحفاظ على صحة المستهلكين، وذلك في ظل تزايد المخاوف المتعلقة بالتلوث الغذائي.