ابتكر فريق من العلماء الصينيين تقنية طباعة حيوية ثلاثية الأبعاد مخصصة لإنشاء نماذج دقيقة لسرطان الكلى، باستخدام خلايا المرضى أنفسهم. وتهدف هذه التقنية إلى تسريع عملية تحديد العلاج الأنسب لكل مريض بشكل فردي، مما يسهم في تحسين نتائج العلاج وتقليل الوقت المستغرق.
طور مهندسو الأحياء في جامعة تسينغهوا منهجًا جديدًا يتيح بناء نماذج ثلاثية الأبعاد كاملة للأورام في كلى مرضى السرطان، مما يتيح اختبار العلاجات بشكل أدق وأكثر فاعلية. أوضحت الدراسة المنشورة في مجلة Biofabrication العلمية أن هذا النهج يساهم بشكل كبير في تحسين دقة التجارب وتخصيص العلاجات.
قالت البروفيسورة بان يوان إن هذه التقنية تسرع من دراسة سرطان الكلى وتدعم تطوير استراتيجيات علاج شخصية، حيث تمكننا طباعة الأعضاء من تحديد أفضل علاج بسرعة أكبر، ما يعزز فعالية العلاج ويقلل من الحاجة إلى تجارب طويلة ومعقدة.
لفترة طويلة، قام العلماء بتطوير نماذج مصغرة من الأعضاء باستخدام خلايا جذعية أو خلايا معادة البرمجة، لاختبار الأدوية ودراسة بنية الأنسجة والجينات. لكنّ هذه النماذج غالبًا ما كانت تحتاج إلى زراعتها في مصفوفات هلامية خاصة، وهو ما كان يتطلب وقتًا وجهدًا ويواجه بعض الصعوبات، مما قيد استخدامها في العلاجات السريرية.
ولمواجهة هذه المشكلة، ابتكر العلماء في الصين تقنية جديدة تعتمد على الطابعات الحيوية ثلاثية الأبعاد لبناء نماذج ثلاثية الأبعاد للأورام بشكل طبقي، بحيث تحاكي بدقة بنية ورم الكلى الحقيقي للمرضى. تتم عملية الطباعة بشكل آلي كامل، مما يسمح بإنتاج عدة نماذج تحافظ على البيئة الخلوية وأنماط نشاط الجينات التي تماثل الحالة الحقيقية في جسم المريض.
أشار الباحثون إلى أن هذه الطابعات تتيح تراكب أنواع خلوية متعددة، من بينها خلايا الأوعية الدموية والأنسجة السليمة للكلى، وهو ما يؤثر على نمو الورم واستجابته للعلاجات مثل الكيميائي والإشعاعي. تسهل هذه التقنية اختبار العلاجات الجديدة وتساعد في اختيار الأكثر فعالية لكل مريض، مما يسرع تطوير أدوية لعلاج سرطان الكلى ويعزز العلاج الشخصي.
