يواجه الكثير من الآباء صعوبة في فهم ما يدور في عقل أطفالهم، إذ قد يكون الأطفال الصغار غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم بشكل واضح. لذلك، يُنصح الأطباء النفسيون بالتواصل المستمر مع الأطفال من جميع الأعمار، إذ يمكن أن يعانوا من حالات مثل القلق أو الاكتئاب. تشير إحصائيات إلى أن حوالي طفل من بين كل خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و17 عامًا يعاني من اضطراب نفسي أو عاطفي أو نمائي أو سلوكي، وفقًا للموقع العلمي.”
طرح أسئلة مناسبة لعمر الطفل للاطمئنان على صحته النفسية
يجب أن تكون الأسئلة التي تطرحها متوافقة مع المرحلة العمرية لطفلك، حيث يستجيب الأطفال في المرحلة الابتدائية غالبًا بأجوبة صريحة، لكن قد يواجهون صعوبة في فهم مشاعرهم بشكل دقيق. بالنسبة للأطفال من 6 إلى 11 عامًا، يعتبر من المفيد توجيه أسئلة تساعدهم على فهم عواطفهم والتعبير عنها، بينما يستطيع المراهقون من 12 إلى 18 عامًا مناقشة مخاوفهم بشكل أكثر تعقيدًا وواقعية، بالإضافة إلى التعبير عن مصادر دعمهم بشكل أوسع.
أسئلة للأطفال الأصغر سنًا (من 6 إلى 11 عامًا)
لا تزال قدرة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم تتطور، وقد يشعرون بالقلق لكن يعجزون عن وصف مشاعرهم بمفردهم. تهدف الأسئلة إلى مساعدتهم على فهم إحساسهم والتعبير عنه. على سبيل المثال، يمكن سؤالهم عن نشاط قاموا به خلال اليوم، مع من قضوا وقتهم، أو عن تفاعلاتهم الاجتماعية، مما يمكن أن يكشف عن علاقاتهم مع أصدقائهم ويوفر فرصة لإظهار أي مشكلات مثل المضايقة أو الصراعات. كما يُنصح بالسؤال عن مشاعرهم عندما يبكون، مع محاولة فهم ما يشعرون به من خلال الأوصاف، ومعرفة أسباب رغبتهم في عدم الذهاب إلى المدرسة من خلال أسئلة توضيحية، تساعدهم على التعبير عن مخاوفهم بشكل أعمق.
أسئلة للمراهقين (من 12 إلى 18 عامًا)
يتمتع المراهقون بقدرة أكبر على التواصل، حيث يفضلون أن يعاملوا بشكل ناضج، مع إمكانية مناقشة أفكارهم ومشاعرهم بطريقة أكثر تطورًا. من خلال طرح أسئلة عن أفضل لحظة في أسبوعهم، يمكن التعرف على حالتهم النفسية عبر فقرات أكثر تفصيلًا، وفهم مدى تفاؤلهم أو حزنهم خلال الفترة الحالية. كما يمكن السؤال عن سبب وجود إصابة أو جرح جسدي، فالسؤال بطريقة غير مباشرة يُمكن أن يكشف عن أي مشاكل صحية أو نفسية تثير قلقهم. وأخيرًا، من المجدي مناقشة الأمور التي تثير قلقهم أو تظهر عليهم علامات الانزعاج، مع محاولة فهم أسبابها ومساعدتهم على التعامل معها بشكل أكثر وعيًا، حيث أن عقول المراهقين لا تزال في طور النمو، ويحتاجون لدعم وتوجيه لمواجهة التحديات المختلفة بشكل فعال.