دراسة تؤكد أن النظام الغذائي النباتي قد يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان

شهدت السنوات الأخيرة تزايد الاهتمام بالنظام الغذائي النباتي، سواء لأسباب صحية أو بيئية أو أخلاقية. يتجه الكثيرون نحو تقليل استهلاك اللحوم والألبان، معتمدين على اعتماد النظام النباتي الذي يعتمد بشكل رئيسي على الخضروات والفواكه والحبوب والبقوليات.

أبحاث جديدة تكشف فوائد النظام النباتي في الحد من السرطان

تمثل الدراسات الحديثة دليلاً واضحًا على أن الابتعاد عن اللحوم ومنتجات الألبان يمكن أن يقلل من فرصة الإصابة بأنواع عدة من السرطان، خاصة الشائعة والخطيرة منها. أظهرت دراسة واسعة النطاق استغرقت ثماني سنوات وشارك فيها حوالي 80 ألف شخص من مختلف المناطق في أمريكا الشمالية، أن الذين اتبعوا أنظمة غذائية نباتية بالكامل انخفضت لديهم معدلات الإصابة بالسرطان تقريبًا بنسبة 25% مقارنة بغيرهم. شملت أنواع السرطانات التي انخفضت نسبتها سرطان القولون والمستقيم، سرطان المعدة، وأنواع من سرطانات الدم.

نتائج مميزة تتعلق بالنمط الحياتي والصحة

لاحظ الباحثون أن من يتبعون نظامًا نباتيًا ليسوا فقط امتثلوا لنظام غذائي معين، بل غالبًا ما اعتمدوا أسلوب حياة صحي، يتضمن ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم، والابتعاد عن التدخين، والحفاظ على وزن مناسب. كل هذه العوامل تعمل معًا لتعزيز الفوائد الصحية للنظام النباتي وتقديم حماية أكبر من الأمراض السرطانية.

مواجهة تزايد سرطانات الشباب

تتوافق هذه النتائج مع ملاحظة مقلقة على مستوى العالم، حيث زادت معدلات بعض أنواع السرطان بين الأشخاص تحت سن الخمسين، خاصة سرطان الأمعاء والثدي المتقدم. سجلت بعض الدول ارتفاعات سنوية بين 2% و3.6%، مما دفع الباحثين للبحث عن أسباب غير التغذية، مثل التلوث البيئي والتعرض للمواد الكيميائية وأنماط الحياة الحديثة غير الصحية.

ليس النظام النباتي بمثابة درع كامل ضد السرطان

شدد الباحثون على أن النظام الغذائي النباتي ليس بمفرده كافياً لضمان الوقاية من السرطان، لكنه يظل عنصرًا مهمًا في خطة متكاملة. تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات يوفر عناصر غذائية مهمة ومضادات أكسدة تسهم في تقليل الالتهابات وتعزيز جهاز المناعة. يوضح هذا أن التحول نحو نظام غذائي نباتي، حتى بشكل جزئي، يمنح الجسم فرصة أفضل لمقاومة بعض السرطانات، خاصة إذا اقترن بأسلوب حياة متوازن يشمل النشاط البدني، والنوم الجيد، والفحوصات الطبية المنتظمة، والابتعاد عن العادات الضارة.

حماية طويلة الأمد من الأمراض وتغيير نمط الحياة

لا يتعلق الأمر فقط بما نضيفه إلى طعامنا، بل بما نقصيه ونستبدله بأطعمة مغذية تقي من الأمراض وتحافظ على صحتنا على المدى الطويل. الاعتناء بالنظام الغذائي، مع ممارسة الرياضة والالتزام بعادات صحية، يعزز من قدرة الجسم على مقاومة أنواع متعددة من السرطان ويوفر حياة أكثر صحة ونشاطًا.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر