زيادة انتشار حمى الضنك في منطقة المحيط الهادئ نتيجة أزمة المناخ

تشهد مناطق جزر المحيط الهادئ ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بحمى الضنك، حيث سجلت العديد من الدول والوحدات الإدارية أرقامًا غير مسبوقة منذ أكثر من عقد، وتجاوزت مستويات الإصابات والوفيات التوقعات السابقة. وفقًا لنظام مراقبة متلازمة المحيط الهادئ، تم توثيق أكثر من 16 ألف حالة إصابة مؤكدة و17 حالة وفاة منذ بداية العام الجاري، مع استمرار السلطات الصحية في إعلان حالات الطوارئ وتفعيل الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذا التفشي المتصاعد.

تأثير تغير المناخ على انتشار حمى الضنك

قالت خبيرة مجموعة المحيط الهادئ، الدكتورة باولا فيفيلي، إن تفشي مرض حمى الضنك بات موسميًا غير منتظم، وأصبح يتكرر طوال العام في بعض المناطق نتيجة لتغيرات المناخ. فارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدل الأمطار والرطوبة يطيل من فترات انتقال المرض، ويجعل المناطق المعرضة للخطر أكثر تعرضًا لانتشاره على مدار العام. وأوضحت أن التغير المناخي أدى إلى تمدد مواسم تكاثر البعوض، بزياة فرص وجود مصادر للمياه الراكدة، الأمر الذي يضاعف من احتمالات العدوى خلال معظم فترات السنة.

ما هي حمى الضنك؟

حمى الضنك مرض فيروسي ينقله بعوضة الزاعجة، ويسبب أعراضًا تشمل حمى عالية، صداع شديد، آلام في المفاصل والعضلات، وطفحًا جلديًا، وقد يتطور إلى حالات خطيرة تؤدي إلى الوفاة. وتوفر ظروف الطقس الدافئ والأمطار الغزيرة والتعزيز المستمر للرطوبة بيئة مثالية لتكاثر البعوض، حتى في المناطق التي لم تكن معرضة للانتقال سابقًا.

تفسير علمي للتأثير المناخي على انتشار المرض

حسب الدكتور جويل كوفمان، أستاذ الأوبئة في جامعة واشنطن، فإن حمى الضنك تعتبر من الظواهر المرضية التي يمكن ربطها بشكل مباشر ومتزايد بتغير المناخ. إذ ترفع الأمطار من مستوى المياه الراكدة وتكاثر البعوض، وهو جزء من عملية دورة حياته الطبيعية، مؤكدًا أن الزيادات في مصادر المياه تساعد على زيادة أعداد البعوض، ما يفاقم من ضغط النظم الصحية ويشكل تحديًا أكبر على الصحة العامة العالميه، خاصة أن جزر المحيط الهادئ لا تنتج إلا نسبة ضئيلة من غازات الدفيئة، ومع ذلك تواجه تهديدات صحية كبرى مرتبطة بالمناخ.

مكافحة بعوض الزاعجة والسلبيات الحالية للطرق المتبعة

تُستخدم أدوات عدة لمكافحة البعوض الناقل لحمى الضنك، تشمل إزالة مواقع تجمع المياه، واستخدام مبيدات اليرقات، ورش المبيدات الحشرية، بالإضافة إلى التدابير البيولوجية والوقائية الشخصية والحملات المجتمعية للحد من لدغات البعوض. ومع ذلك، أثبتت الدراسات أن بعض هذه الطرق، خاصة المكافحة بواسطة المبيدات، لا توازن بشكل فعال مع انتشار المرض، وغالبًا يُتخذ التدخلات بعد تفشي الوباء، مما يقلل من فاعليتها ويزيد من أعباء الاستجابة الصحية.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر