استخدام التكييف وتأثيره على الصحة
يُعتبر التكييف من الأجهزة التي توفر راحة كبيرة في فصل الصيف، حيث يُحافظ على درجات حرارة مناسبة وينظم الرطوبة داخل الأماكن المغلقة، مما يجعل البيئة مريحة حتى خلال أشد الأيام حرارة. ومع ذلك، هناك مخاوف من بعض الأشخاص الذين يمتنعون عن تشغيله خوفًا من الإصابة بالأمراض، حسبما أظهرته دراسات وتحقيقات علمية.
مخاطر التكييف غير المُصان بشكل صحيح
عندما يتعطل نظام التكييف أو يُترك بدون صيانة، يزداد احتمال تلوثه بالميكروبات المسببة للأمراض، مما قد يجعل الوحدة مصدرًا لنقل الأمراض عبر الهواء. وتتضمن الأمراض المحتملة نزلات البرد والإنفلونزا، وقد تصل خطورتها إلى الالتهاب الرئوي إذا انتشرت بشكل واسع.
متلازمة المباني المريضة وأعراضها
تظهر على الأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلًا في بيئة مكيفة أعراض تتنوع بين الصداع والدوار واحتقان الأنف والسعال المستمر وتهيج الجلد وصعوبة التركيز والإرهاق. وتتصاعد حدة الحالة مع طول فترة الإقامة في المباني الأخرى التي تعتمد على التكييف، وتخف تدريجيًا عند الخروج منها. أُجريت دراسات في الهند على مئات الأشخاص الذين يعملون في مكاتب مكيفة، وتبين أن من تعرضوا لنظام التبريد يعانون من ضعف في وظائف الرئة ويغيابون عن العمل بشكل أكثر، مقارنةً مع من لا يستخدمون التكييف.
أسباب تدهور جودة الهواء داخل المباني المكيفة
عطل وحدات التكييف يطلق مواد مسببة للحساسية، ومواد كيميائية، وميكروبات مجهرية محمولة جويًا، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بأمراض تنفسية. كما أن تنظيف المكيفات غير المنتظم يؤدي إلى إطلاق أبخرة من مواد كيميائية مثل البنزين والفورمالديهايد والتولوين، مما يسبب تهيج الجهاز التنفسي. وتُعد البكتيريا التي تتواجد في أنظمة التكييف، مثل بكتيريا الفيلقية، من أخطر الميكروبات، حيث تتسبب في نوع من الالتهاب الرئوي الفتاك الذي ينتقل عن طريق استنشاق قطرات ماء ملوثة.
الأمراض الناتجة عن تكييف الهواء المعطَل
تروج بعض البكتيريا، مثل بكتيريا الليجيونيلا، في الأنظمة المائية التي تترك دون صيانة جيدة، وتُسبب مرض الفيالقة الذي يظهر بأعراض تشبه الالتهاب الرئوي من سعال وضيق تنفس وألم في الصدر وارتفاع في درجة الحرارة. يحتاج المصابون إلى علاج مستعجل وغالبًا يدخلون المستشفى، ويحتاج التعافي غالبًا لأسابيع.
العدوى الفطرية والفيروسية المرتبطة بالتكييف
تتراكم الفطريات مثل الرشاشيات والبنسليوم والكلادوسبوريوم والريزوبس في المناطق الرطبة داخل أنظمة التهوية، خاصة في المستشفيات، وتُشكل خطرًا على الجمهور خاصة فئات المرضى الضعفاء كحديثي الولادة وأصحاب ضعف المناعة. ويمكن أن تتسبب هذه الفطريات في الالتهاب الرئوي وأمراض أخرى خطيرة تؤدي إلى مشاكل في الأعضاء الحيوية. أما العدوى الفيروسية، كفيروس النوروفيروس، فهي أيضًا تنتقل عبر أنظمة التكييف، خاصة في أماكن مغلقة ذات تهوية سيئة، وسبق أن ثبتت حالات إصابة بأمراض معدية من خلال أجهزة التكييف في رياض الأطفال، حيث أدى تلوث الهواء وانتشار الفيروسات عبر النظام إلى إصابة العديد من الأطفال بالإنفلونزا المعوية.