أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة جمعية الغدد الصماء أن الأشخاص المصابين بمقدمات السكري الذين تناولوا مكملات فيتامين د كانوا أقل عرضة لتطور مرض السكري من النوع الثاني مقارنةً بمن تناولوا دواءً وهمياً.
نتائج الدراسة والأرقام المهمة
حللت الدراسة بيانات عشر تجارب سريرية شملت نحو 4500 شخصًا مصابًا بمقدمات السكري، ووجد الباحثون أن 18.5% من المشاركين الذين تناولوا فيتامين د عاد لديهم مستوى سكر الدم إلى نطاق طبيعي، مقابل 14% في مجموعة الدواء الوهمي. وفي تحليل سابق لثلاث تجارب خلال متابعة ثلاث سنوات لوحظ أن 22.7% ممن تناولوا فيتامين د أصيبوا بداء السكري من النوع الثاني مقابل 25% في مجموعة الدواء الوهمي، ما يشير إلى اختلافات صغيرة لكن متواصلة تُظهر أثرًا محتملًا للمكمل.
ما هو فيتامين د وما دوره في الجسم
عرف فيتامين د بأنه فيتامين قابل للذوبان في الدهون يساعد على امتصاص الكالسيوم، ويُنتج الجسم منه عند تعرض الجلد لأشعة الشمس، كما يوجد في بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية والفطر والحليب المدعم. وله وظائف متعددة تشمل تقليل الالتهاب ودعم الجهاز المناعي وتأثيرات على استقلاب السكر في الدم.
لماذا قد يساعد فيتامين د في ضبط سكر الدم
يُعتقد أن فيتامين د قد يحسّن قدرة الجسم على التحكم بمستويات السكر عبر تحسين حساسية الأنسولين ودعم وظيفة خلايا بيتا في البنكرياس، كما قد يقلل الالتهاب الذي يُعد عامل خطر للإصابة بالسكري. تظل هذه الآليات قيد البحث، لكن البيانات تشير إلى ارتباط بين انخفاض مستويات فيتامين د ومشاكل في وظيفة خلايا بيتا ومقاومة الأنسولين.
هل Should استخدام فيتامين د لتنظيم السكر؟
لا توجد حتى الآن توصية رسمية لاستخدام فيتامين د كعلاج مستقل للتحكم بسكر الدم لدى المصابين بمقدمات السكري. يُنصح بفحص مستويات فيتامين د لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بداء السكري، وإذا وُجد نقص قد يوصي الطبيب بمكملات لدعم الصحة العامة وليس حصراً لضبط السكر. في تجارب الوقاية من داء السكري، تناول المشاركون في المتوسط 4000 وحدة دولية يوميًا، وهذه تُعد نقطة انطلاق عامة لكن قد يحتاج البعض لجرعات أقل أو أكثر حسب الحالة، لذا يجب استشارة الطبيب قبل البدء بالمكمل.
مخاطر الإفراط والوقاية العامة من داء السكري
ينبغي الانتباه إلى أن الإفراط في تناول فيتامين د قد يؤدي إلى تسمم يرفع امتصاص الكالسيوم ويزيد خطر حصوات الكلى والإمساك وفي الحالات الشديدة قد يسبب اضطرابًا في نظم القلب أو فشلًا كلويًا. وللوقاية من تطور مقدمات السكري إلى داء السكري من النوع الثاني، لا يكفي الاعتماد على مكمل واحد، بل يجب التركيز على نظام غذائي منخفض السكر، التحكم في الوزن، وممارسة النشاط البدني بانتظام كعناصر مثبتة للحد من الخطر.