كشفت عالمة الوراثة أنستاسيا سيفاكوفا أن قدرة الإنسان على تحمل الحرارة أو البرودة تختلف من شخص لآخر بسبب جينات تتحكم في آليات التنظيم الحراري للجسم.
يحافظ الجسم على درجة حرارة داخلية ثابتة عبر آليات مثل التعرق وتوسّع الأوعية الدموية في الحر، والارتعاش وتنشيط الدهون البنية في البرد، وهذه العمليات تتأثر مباشرة بجينات محددة تؤثر في استجابة الجلد والأعصاب والأنسجة الدهنية.
الجينات وتأثيرها
يُنتج جين TRPV1 بروتينًا يعرف بمستقبل الكابسيسين يستجيب للحرارة المرتفعة ويشارك في تنظيم التعرق وإدراك الألم، ما يساعد على التكيف مع الأجواء الحارة. ويساهم TRPV3 في استجابة الجلد للحرارة والمهيجات، وأي خلل فيه قد يرتبط بمشاكل جلدية، وفي المناطق الحارة يزيد نشاط هذه المسارات لمساعدة التبريد. أما في البرد، فيلعب جين UCP1 دورًا أساسيًا عبر إنتاج بروتين “ثيرموجينين” في الدهون البنية الذي يولد حرارة دون حركة عضلية، وجين TRPM8 يشفّر قناة أيونية تستشعر البرودة وتفعّل استجابة الجسم لها. وقد وُجدت أيضاً جينات أخرى مرتبطة بالتبادل الحراري مثل MYOF وLONP2 وMKL1، إضافة إلى CPT1A الذي يعزز استقلاب الدهون ويزيد كفاءة إنتاج الطاقة في البيئات الباردة.
أوضحت سيفاكوفا أن دراسات على شعوب تعيش في بيئات باردة مثل سكان سيبيريا والمناطق القطبية أظهرت متغيرات جينية مميزة تسهل تحمل البرد، مما يبيّن أن الاختلافات بين الأفراد والمجموعات في تحمل الطقس تعود إلى خلفيات جينية وتاريخ بيئي مشترك.