احذر قضم الجزء الداخلي من الخد فهذه عادة تبدو بسيطة لكنها قد تتحول إلى دوامة مُحبطة؛ يبدأ المكان بالتورم فتُصبح فرصة العضّ أكبر، وفي لحظة قد يتكون جرح لا يلتئم بسرعة وتستمر العادة خاصة عند القلق أو الانشغال أو غرق التفكير.

هناك سببان رئيسيان يقفان وراء هذه المشكلة: العض العرضي الذي يحدث أثناء الأكل أو الكلام نتيجة توافق غير مثالي للأسنان أو حركة ضرس العقل، وفي هذه الحالة ينزلق جزء من الخد بين الأسنان ويُعض بطريق الخطأ، والسبب الثاني هو المضغ أو العضّ الاعتيادي اللاواعي الذي يظهر عند التوتر أو الملل أو التركيز، ويشبه قضم الأظافر لكنه داخل الفم.

قد تجد بعض الناس يفعلون ذلك أثناء الاجتماعات أو المشاهدة المتواصلة أو في حالات الذهول، ومع الوقت يزداد خشونة وضعف الجلد داخل الفم فيُصبح من السهل تكرار العضّ عليه.

تُشير دراسات إلى أن انتشار عادة قضم الشفاه أو الخد لدى المراهقين والبالغين يتراوح بين ثلاثة إلى ستة بالمئة، بينما تسجل الحوادث عند الأطفال نسباً أقل تقارب واحد إلى اثنين بالمئة وفق دراسة أُجريت عام 2006.

لا يقتصر الأذى على الألم فحسب، فالتكرار قد يسبب قُرحاً صغيرة أو جروحاً مؤلمة وتورماً وتهيّجاً مستمراً قد يعيق المضغ أو الكلام بشكل سليم ويُولّد انزعاجاً دائمًا، إضافة إلى الإحراج عند تكرار الفعل في الأماكن العامة، وإذا استمرّ التعرض يصبح الشفاء أبطأ وقد تمتد الدورة لأسبوعين أو أكثر.

كيف تتوقف عن قضم الخد؟

ابدأ بملاحظة متى تفعل ذلك وحدّد المحفزات هل تكون عند تناول الطعام بسرعة أم عند الشعور بالقلق أم أثناء مكالمات العمل الطويلة أو تصفح الهاتف، فمعرفة الوقت والموقف يساعدك على كبح الرغبة قبل أن تتكرّر.

افحص جانب المشكلة من الناحية الجسدية فقد تكون محاذاة الأسنان أو حوافها الحادة سبباً في تعرض جزء من الخد للعض المتكرر، وزيارة طبيب الأسنان قد تكشف عن مشكلة بسيطة يمكن علاجها لتقليل المخاطر.

ابحث عن وسيلة تشتيت بديلة عندما تشعر بالرغبة في العض، فمضغ علكة خالية من السكر أو شرب الماء أو شغل اليدين بحمل شيء صغير قد يصرف الانتباه ويمنع الفعل اللاواعي.

السيطرة على التوتر مفيدة لأن هذه العادة غالباً ما ترتبط بالتوتر؛ مارِس تمارين التنفّس العميق أو تمارين تمدد خفيفة أو دوّن ما يدور في بالك أو ابتعد مؤقتاً عن الشاشة فمثل هذه العادات البسيطة تساعد في تقليل الحاجة للعض.

تذكّر أن التوقف يحتاج وقتاً وأن تكون صبوراً مع نفسك؛ التغلب على هذه العادة يتطلب وعيًا ومتابعة، وكلما انتبهت إليها وتوقفت تدريجياً زادت فرص الشفاء من الألم ومن كسر هذه العادة.

شاركها.
اترك تعليقاً