يزداد القلق الصحي العالمي بشأن مرض الكبد الدهنى غير الكحولى، إذ يصيب نحو 30% من سكان العالم، والنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة بشكل ملحوظ للإصابة بالكبد الدهنى وNASH اللذين يسببان تراكم الدهون والالتهاب في الكبد وقد يتقدمان إلى ندوب أو أمراض كبد خطيرة إذا تُركا دون علاج.
ما مرض الكبد الدهنى غير الكحولى (NAFLD)؟
يحدث مرض الكبد الدهنى غير الكحولى عندما تتراكم دهون زائدة في الكبد دون علاقة بالكحول، وغالبًا ما يرتبط بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني ومتلازمة الأيض. يشمل طيفًا يبدأ بتراكم دهون بسيط وقد يتطور إلى التهاب كبدي وندوب (NASH) ثم تليف الكبد أو حتى سرطان الكبد في الحالات المتقدمة.
ما هى متلازمة تكيس المبايض (PCOS)؟
تُعد متلازمة تكيس المبايض اضطرابًا هرمونيًا شائعًا لدى النساء في سن الإنجاب، وتتميز بعدم انتظام الدورة الشهرية وارتفاع مستويات الأندروجينات أحيانًا ووجود أكياس على المبايض، ويمكن أن تؤدي إلى مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن وصعوبات في الحمل. تصيب المتلازمة ما بين نحو 6% و15% من النساء في سن الإنجاب، وغالبًا ما تبقى غير مشخصة لدى عدد كبير منهن.
كيف ترتبط المتلازمة بالكبد الدهنى؟
ترتبط متلازمة تكيس المبايض والكبد الدهنى بعوامل أيضية مشتركة مثل مقاومة الأنسولين والسمنة المركزية وارتفاع الأندروجينات، وهذه العوامل تسرع من إنتاج الدهون في الكبد وتقلل قدرته على التخلص منها. تشير الدراسات إلى أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض قد يكون لديهن خطر أعلى للإصابة بالكبد الدهنى بنسب تتراوح بين الضعف وحتى أربعة أضعاف مقارنةً بغير المصابات، وتُقدر نسبة المصابات بمتلازمة تكيس المبايض اللاتي يعانين من الكبد الدهنى بنطاق واسع يتراوح تقريبًا بين 15% و55% حسب أساليب الدراسة.
لماذا تزيد المتلازمة الخطر؟
تزيد مقاومة الأنسولين من إنتاج الدهون فى الكبد وتضعف تحطيمها، بينما يمكن لارتفاع الأندروجينات، مثل التستوستيرون الحر، أن يعزز تخزين الدهون والالتهاب في الكبد. كما تسهم السمنة المركزية ومكونات متلازمة الأيض (ارتفاع السكر والضغط وكوليسترول غير صحي) في الضغط على الكبد وتشجيع تراكم الدهون، وقد تظهر أيضًا روابط جينية تزيد التعرض للحالتين معًا.
كيف يمكن اكتشاف المرض وحماية الكبد؟
يتطور الكبد الدهنى بهدوء وغالبًا ما تظهر أعراض خفيفة مثل التعب أو انزعاج بسيط في البطن أو زيادة وزن غير مبررة، لذلك من المهم الانتباه وإجراء فحوصات دورية إذا كنتِ مصابة بمتلازمة تكيس المبايض أو بعوامل خطر أيضية. يُنصح باستشارة الطبيب حول فحوصات إنزيمات الكبد مثل ALT وإجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية للبطن عند الحاجة.
يمكن حماية الكبد باتباع نظام غذائى صحي يقلل السكريات والأطعمة المصنعة والدهون المتحولة، والاعتماد أكثر على الحبوب الكاملة والخضراوات والبروتينات قليلة الدهون والدهون الصحية. كما تساعد ممارسة التمارين الهوائية وتمارين المقاومة بانتظام على خفض دهون الكبد حتى قبل فقدان وزن كبير، وحتى فقدان بسيط للوزن بنسبة نحو 5% يمكن أن يحسن دهون الكبد وحساسية الأنسولين. وأخيرًا، تظل المتابعة الطبية المنتظمة مهمة للكشف المبكر وتقليل مخاطر تطور المرض.