6 حالات طبية تزيد من خطر الإصابة بالخرف في منتصف العمر

كشفت دراسة أجرتها جامعة أكفورد ونُشرت في مجلة Brain Communications أن ست حالات صحية شائعة في منتصف العمر يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف في مراحل لاحقة من الحياة.

حلل الباحثون بيانات أكثر من 280 ألف مشارك من البنك الحيوي البريطاني، ودرسوا توقيت وتركيبة 46 مرضًا مزمنًا، فوجدوا أن ما يصل إلى 80% من مرضى الخرف كانوا يعانون من حالتين صحيتين أو أكثر قبل التشخيص، وأن سن بداية المرض يلعب دورًا حاسمًا، كما أن الإصابة بأكثر من حالة واحدة قد تُضاعف الخطر.

الحالات الصحية ذات الارتباط الأقوى بالخرف

أُشير إلى أن أمراض القلب المرتبطة بضعف الدورة الدموية وتصلب الشرايين، خاصة عندما تبدأ قبل سن 55، قد تسبب تغيرات هيكلية في الدماغ وانكماشًا وظهور احتشاءات مجهرية تضعف الذاكرة والوظائف الإدراكية تدريجيًا.

تبين أن الرجفان الأذيني يزيد من خطر الخرف، إذ يمكن أن يؤدي إلى تكون جلطات تنتقل إلى الدماغ وحدوث سكتات، كما أن ضعف انتظام النبض يقلل من تدفق الدم والأكسجين إلى خلايا الدماغ، مما يسرع فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي عند تشخيصه مبكرًا.

أظهرت النتائج أن داء السكري من النوع الثاني، خاصة عند تشخيصه في مرحلة مبكرة من الحياة، يسبب ضررًا للأوعية الدموية ويزيد الالتهاب في الجسم والدماغ، مع تأثيرات سلبية طويلة الأمد على الذاكرة والتعلم واتخاذ القرار.

ربطت الدراسة القلق المزمن بارتفاع خطر الخرف عندما يتم تشخيصه في منتصف العمر، حيث يؤدي الإجهاد المستمر إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول التي قد تضر بالحصين وتؤثر على الذاكرة، إضافةً لمشكلات النوم والعوامل المصاحبة الأخرى.

أوضحت الدراسة أن الاكتئاب في منتصف العمر قد يتسبب في تغييرات دماغية مثل انخفاض حجم القشرة الجبهية والحصين، كما أن اضطرابات النوم وفقدان الدافع المرتبطة بالاكتئاب تُسهم في التدهور المعرفي، مما يجعله عاملًا قد يزيد من مخاطر الخرف وليس مجرد عرض مبكر.

برزت السكتة الدماغية كأحد أقوى مؤشرات الخرف، حيث أن السكتات سواء كانت كبيرة أو صغيرة تُلحق ضررًا بأنسجة الدماغ وتقطع الروابط بين مناطقه، والسكتة التي تحدث بين 55 و70 عامًا قد تضاعف خطر الإصابة بالخرف.

عوامل نمط الحياة وتأثيرها

وجدت الأبحاث أيضًا أن عادات نمط الحياة تؤثر في صحة الدماغ؛ فقلة النوم في منتصف العمر قد تسبب تغييرات بنيوية، والإجهاد المزمن يزيد مستويات الكورتيزول ويضعف الذاكرة، والنظام الغذائي غير الصحي والغني بالسكر والأطعمة المصنعة يعزز الالتهابات، وسوء النشاط البدني يضر بالأوعية الدموية ويقلل مرونة الدماغ، كما أن العزلة الاجتماعية تسرع التدهور المعرفي.

الإجراءات الوقائية الموصى بها

أوصى الباحثون ببدء حماية صحة الدماغ في الأربعينيات، مع التركيز على إدارة عوامل أمراض القلب والأوعية الدموية مبكرًا، ثم معالجة مشكلات الصحة العقلية في منتصف العمر. يشمل ذلك مراقبة وعلاج ضغط الدم وسكر الدم والكوليسترول، السعي للعلاج المبكر للقلق والاكتئاب، الحفاظ على النشاط البدني وتجنب الخمول، التواصل الاجتماعي، الحصول على نوم جيد، واتباع نظام غذائي متوازن.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر