يمرّ بعض الأشخاص بتقلبات مزاجية شديدة، وفي حالات تتحول هذه التغيرات إلى اضطراب يُعرف بالهوس الاكتئابي أو الاضطراب ثنائي القطب الذي يؤثر بعمق على الحياة اليومية ويتطلب متابعة دقيقة.
ما الذي يميز اضطراب الهوس الاكتئابي؟
يتسم الاضطراب بتبدل حاد بين حالتين متعاكستين: نوبات من النشاط المفرط والطاقة العالية قد تتضمن قلة النوم، كلامًا سريعًا، وتصرّفات اندفاعية، وفترات من الحزن الشديد وفقدان الاهتمام بكل الأنشطة مع انسحاب عن المحيط وشعور بالعجز.
علامات لا يمكن تجاهلها
تظهر في نوبات الهوس زيادة ملحوظة في الحيوية والطاقة وأحيانًا قرارات متهورة، أما في نوبات الاكتئاب فيسود الانطواء وفقدان الدافع وربما أفكار سلبية تؤثر على النظرة إلى الذات والآخرين، وتختلف شدتها ومدتها من شخص لآخر.
ما الذي يسبب هذه الحالة؟
تنتج الحالة عن مزيج من عوامل وراثية وتغيرات في كيمياء الدماغ، إضافةً إلى محفزات بيئية مثل الضغوط المستمرة أو الأزمات العاطفية، وقد يساهم اضطراب النوم أو تعاطي بعض المواد في إثارة النوبات.
كيف يتم التشخيص؟
يتطلب التشخيص تقييماً نفسياً شاملاً من مختص يشمل متابعة الأعراض، التاريخ العائلي، والظروف الحياتية، ويُعتمد وجود نوبات الهوس كعامل مميز يفرقها عن الاكتئاب أحادي القطب.
خطوات العلاج والمتابعة
يشمل العلاج عادة مزيجاً من أدوية منظمة للمزاج وجلسات علاج نفسي، مع أهمية الالتزام بالعلاج وعدم إيقافه فجأة، ومراقبة عادات النوم وتقليل الضغوط، كما يساهم دعم العائلة والأصدقاء في تقليل حدّة وتكرار النوبات.
الوعي بداية التعافي
ليس هذا الاضطراب حكماً نهائياً على الشخص؛ فبالتشخيص المبكر والرعاية المستمرة والدعم المناسب يمكن للمصاب استعادة التوازن والعيش بصورة مستقرة وفعالة.