أصدرت جمعية القلب الأمريكية والكلية الأمريكية لأمراض القلب تحديثاً جديداً لإرشادات الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وعلاجه، وهو أول تحديث منذ 2017 ويشدد على ضرورة البدء المبكر بالعلاج وتبني تغييرات صارمة في نمط الحياة، بحسب ما نشر موقع تايمز ناو.
يُعد ارتفاع ضغط الدم من أخطر عوامل الخطر القابلة للتعديل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتُقدَّر الإصابات بنحو 1.28 مليار شخص بين 30 و79 سنة حول العالم، ثلثاهم في دول ذات دخل منخفض أو متوسط. كثير من المصابين لا يعلمون بحالتهم، وحتى من تم تشخيصهم لا يحصلون دائماً على علاج فعّال أو لا يسيطرون على ضغط دمهم.
قال الدكتور دانييل جونز رئيس لجنة صياغة الإرشادات إن ارتفاع ضغط الدم يبقى العامل الأخطر والأكثر شيوعاً الذي يمكن التحكم به لمنع أمراض القلب والمضاعفات المميتة، وأن التدخل المبكر هو حجر الأساس لتقليل المخاطر على المدى الطويل.
تغييرات نمط الحياة كعمود فقري للعلاج
توصي الإرشادات بخفض استهلاك الصوديوم إلى ما لا يتجاوز 2300 ملغ يومياً مع حد مثالي 1500 ملغ، والإقلاع الكامل عن الكحول لأنه يرفع ضغط الدم، ومراجعة مكونات الأطعمة عبر قراءة ملصقات التغذية ومراقبة محتوى الصوديوم والدهون. كما تنصح بالإدارة الفعالة للتوتر عبر ممارسة الرياضة، أو التأمل، أو اليوغا، والحفاظ على وزن صحي مع فقدان 5% على الأقل لدى الأشخاص الذين يعانون وزن زائد أو سمنة. ويُوصى باتباع نظام غذائي صحي للقلب غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات، وممارسة النشاط البدني المنتظم بمعدل من 75 إلى 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين الهوائية إلى جانب تمارين القوة.
مراقبة ضغط الدم في المنزل
تشجع الإرشادات على قياس ضغط الدم في المنزل كوسيلة فعالة لمساعدة الأطباء في التشخيص ومتابعة استجابة العلاج، وتدعو لاستخدام حاسبة المخاطر PREVENT™ لتقدير احتمال الإصابة بأمراض القلب على مدى 10 و30 عاماً، مع أخذ صحة القلب والكلى والأيض بالحسبان، وتُستخدم الحاسبة بشكل خاص لدى مرضى السكري، وأمراض الكلى المزمنة، وانقطاع النفس النومي لتحديد مستوى الخطر بدقة أكبر.
العلاج الدوائي المخصص
تؤكد الإرشادات أن العلاج يجب أن يكون مخصصاً ومتكيفاً مع حالة المريض، وفي كثير من الحالات يتطلب الأمر مزيجاً من الأدوية مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors)، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs)، وحاصرات قنوات الكالسيوم، ومدرات البول الثيازيدية. وتشير التوصيات أيضاً إلى أهمية إدخال أدوية جديدة مثل أدوية GLP-1 خاصة لدى مرضى السمنة أو المصابين بمقاومة علاجية.
تركيز خاص على الحوامل والمجموعات عالية الخطر
تشدد الإرشادات على أن السيطرة على ضغط الدم خلال الحمل أمر بالغ الأهمية للوقاية من المضاعفات، وتؤكد ضرورة تقديم علاج دوائي مكثف لمرضى السكري من النوع الثاني، والأشخاص الذين يعانون السمنة الشديدة، ومرضى الكلى المزمنة.
تؤكد هذه التحديثات أن ارتفاع ضغط الدم لم يعد يحتمل التأجيل أو التهاون، وأن العلاج المبكر وتغيير نمط الحياة والمراقبة الدورية والتقييم الشخصي تزيد من فرص السيطرة على هذا “القاتل الصامت” وتقلل من مخاطر أمراض القلب والمضاعفات على مستوى العالم.