توفيت طفلة رضيعة وُلدت ولادة طبيعية تحت الماء في مسبح ولادة استُأجر من مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد نحو ثلاث سنوات أعلنت السلطات الأسترالية أن وفاتها كان من الممكن تجنّبها.
كانت الأم، المعروفة باسم السيدة “إي”، في الحادية والأربعين من عمرها عندما حملت في مارس 2022، وزارت الطبيب مرة واحدة فقط في 23 نوفمبر حين كانت في الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل للتحقق مما إذا كان الجنين يحمل نبضة واحدة أم اثنتين.
أخبرها الطبيب أن حجم الجنين ووضعه طبيعيان وعرض عليها فحص دم وتصويراً بالموجات فوق الصوتية لكنها رفضت، وأشارت خلال الزيارة إلى وجود “فريق” ينظم ولادتها لكنها كانت مترددة بشأنه ولم تفصح عن خطة الولادة بدون مساعدة طبية.
بحلول نهاية نوفمبر استأجرت المسبح من المؤثرة إميلي لال التي تروّج للولادة الطبيعية عبر صفحتها، وبدأت تقلصات الولادة في صباح 27 ديسمبر فطلبت من زوجها ملء المسبح، أمضت اليوم والليلة فيه دون ولادة، ثم عادت بعد أن أعاد شريكها ملأه.
مع اشتداد التقلصات أخيراً دَفعت الأم نحو 30 دقيقة فوضعت الطفلة حوالي الساعة 10:30 مساءً في 28 ديسمبر، ولم يُقطع الحبل السري، وفشلت محاولة إخراج المشيمة في صباح اليوم التالي، ونَاما الزوجان في سريرهما والطفلة بين ذراعي والدتها.
نتائج الطب الشرعي
أظهر تشريح الجثة أن السبب الرئيسي للوفاة هو التهاب رئوي وليدي واستنشاق عقي مع التهاب في المشيمة والسلى، وكان سبب ثانوي هو مخاض طويل في حوض ولادة منزلي، وبيّن الفحص وجود استنشاق عميق للعقي في رئتي الطفلة ما يشير إلى تعرض لساعات طويلة.
كشف أيضاً عن التهاب المشيمة والسلى الذي يدل على عدوى بالمشيمة والسائل الأمنيوسي، وأوضح الطب الشرعي أن فحوصات ما قبل الولادة كان من الممكن أن تكشف العدوى وتعالجها بالمضادات الحيوية لتجنب إصابة الطفل بالتهاب رئوي أو عدوى في العين إذا تُركت دون علاج.
لم يتمكن أخصائي الأمراض من تحديد ما إذا كانت العدوى نشأت قبل وجود المسبح أو أثناء البقاء فيه، لكن وجود التهاب مشيمة وسلى نخرّي يشير إلى وجود العدوى منذ فترة، كما وُجدت بكتيريا ريزوبيوم مشعة في رئة الطفلة عُزِي مصدرها إلى البلاستيك المستخدم في حوض الولادة.
خلص كل من أخصائي علم الأمراض والطبيب الشرعي إلى أن وفاة الطفلة كانت يمكن تجنّبها، وأنها لو وُلدت في مستشفى وتلقت الأم رعاية ما قبل الولادة المناسبة فالأرجح أنها لم تكن لتفارق الحياة لأن الطفلة بدت سليمة والسبب الأساسي كان إطالة المخاض في حوض ولادة منزلي.
مخاطر الولادة في الماء
ازدادت شعبية الولادة في الماء لعقود باعتبارها تجربة يقدّرها بعض الأمهات، لكن الأبحاث الطبية تشير إلى مخاطر تشمل العدوى، وضيق التنفس، واستنشاق ماء الحوض أو العقي، واضطرابات في توازن الأملاح، والنوبات، وانفصال الحبل السري، وفي حالات نادرة الوفاة.
تشير مؤسسات طبية إلى أن معظم الولادات المنزلية المخططة تتم بدون مشاكل، لكن مقارنة بالولادات المخططة في المستشفى توجد مخاطر أعلى لوفاة الرضيع وحدوث نوبات واضطرابات عصبية، وأن تواجد قابلة أو ممرضة معتمدة يقلل من المخاطر وينبغي استشارة أخصائي الرعاية الصحية قبل اتخاذ قرار الولادة المنزلية.