احرص على الحفاظ على نشاط ذهنك بنفس أهمية الحفاظ على قوتك البدنية مع التقدم في العمر، فبعد سن 65 يعاني حوالي 40% من كبار السن من شكل من أشكال فقدان الذاكرة، ومن بين من تزيد أعمارهم عن 70 عامًا يعاني نحو 16% منهم من ضعف إدراكي خفيف مثل صعوبة التذكر أو إيجاد الكلمات المناسبة.
تؤثر العوامل الوراثية والحالات الطبية السابقة على الصحة الإدراكية لكن عادات نمط الحياة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا، وتشير نصائح مهنية إلى أن أفضل عادة لحفظ الذكاء بعد السبعين هي البقاء على تواصل اجتماعي من خلال محادثات وأنشطة مجتمعية أو قضاء وقت ممتع مع الآخرين، وفقًا لمصادر صحية متخصصة.
لماذا يُعد التواصل الاجتماعي مفتاحًا للحفاظ على الذكاء
يدعم التفاعل الاجتماعي المنتظم بنية الدماغ ووظائفه، إذ يساعد على تقليل التوتر، ويقوي الذاكرة، ويحافظ على نشاط العقل، بينما يُظهر البحث أن البالغين الذين نادرًا ما يتفاعلون اجتماعيًا هم أكثر عرضة للتدهور المعرفي والخرف.
أظهرت دراسات واسعة المدى أن العزلة الاجتماعية تزيد خطر الإصابة بالخرف بنسبة تتراوح بين 26% و62% مقارنة بمن يحافظون على تواصلهم الاجتماعي، وتكشف فحوصات الدماغ لدى المعزولين عن كمية أقل من المادة الرمادية في مناطق مرتبطة بالذاكرة والتعلم، وترتبط هذه التغيرات بتغيرات في تعبير جينات تحمي من مرض الزهايمر وتدعم وظائف الدماغ.
تؤثر الوحدة أيضًا على جهاز المناعة؛ فالعزلة تقلل تعبير الجينات المضادة للالتهابات وتزيد تعبير الجينات المرتبطة بالاستجابات الالتهابية، ما قد يضعف قدرة الجسم على الوقاية من الأمراض ويؤثر مباشرة على الإدراك، إذ تربط دراسات حديثة بين ضعف المناعة وزيادة الالتهابات وبين تراجع الأداء الإدراكي، حتى بدون وجود خرف.
تبقي المحادثات والأنشطة المشتركة العقل منشغلاً كأنها تمارين صغيرة للدماغ، سواء مناقشة كتاب في نادي القراءة أو تعلم مهارة جديدة أو إجراء محادثة محفزة للتفكير، مما ينشط ويقوي مناطق الدماغ المسؤولة عن التخطيط والتنظيم وحل المشكلات، وقد أظهرت دراسة أن كبارًا تعلموا مهارات جديدة مثل الرسم أو لغة أو موسيقى لمدة ستة أسابيع شهدوا تحسنًا في الوظائف التنفيذية استمر حتى عام بعد التعلم.
يرتبط النشاط البدني المنتظم بتحسين الصحة الإدراكية عبر تعزيز تدفق الدم للدماغ ودعم الذاكرة والمزاج، كما يساعد المشاركة في أنشطة جماعية على زيادة التواصل الاجتماعي؛ فقد وجدت أبحاث أن كبار السن النشطين جسديًا لديهم خطر أقل للإصابة بمرض الزهايمر بنحو 37% مقارنة بغير النشطين، والدعم الاجتماعي بدوره يزيد النشاط البدني والعكس صحيح، فالمشي مع صديق أو الانضمام إلى فريق يدمجان فوائد الجانبين.
كيف تدمج التواصل الاجتماعي في حياتك
يمكنك الانضمام إلى نادٍ أو فصل لتعلم مهارة جديدة أو المشاركة في مركز رعاية لكبار السن أو مجموعة مشي أو نادي قراءة فهذه الأنشطة تقدم تواصلًا اجتماعيًا ونشاطًا بدنيًا وفوائد معرفية أخرى، ويمكنك أيضًا جدولة مواعيد أسبوعية مثل نزهة صباحية أو محادثة فيديو مع أحد الأحباء لتثبيت العادة، وربط اللقاءات بعادات يومية موجودة بالفعل يجعل الالتزام أسهل، مثل التحقق من تقويم الفعاليات بعد فحص البريد الإلكتروني صباحًا.
نصائح إضافية للحفاظ على ذهن حاد
اجعل النشاط البدني أولوية بممارسة تمارين تناسبك خمس مرات على الأقل أسبوعيًا مع البدء بخطوات صغيرة والاهتمام بالسلامة، واتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالبروتين والخضار والفاكهة لدعم صحة الدماغ وتقليل الالتهابات، واستمر في تعلم مهارات جديدة ومتابعة أنشطة عقلية متنوعة، وأعطِ النوم أهمية وعالج مشاكل مثل انقطاع النفس النومي أو الأرق لأن تحسين جودة النوم قد يوفر حماية إضافية ضد التدهور المعرفي.