يشرب كثيرون المشروبات الساخنة لأنّها تمنحهم شعورًا بالراحة وتُضيف مذاقًا مميزًا، لكن درجة الحرارة المناسبة لصنع الشاي أو تقديم القهوة قد تخفي خطرًا صحيًا يجب الانتباه إليه.

ما علاقة المشروبات الساخنة بالسرطان؟

تشير دراسات والوكالة الدولية لأبحاث السرطان إلى أن شرب مشروبات تزيد حرارتها عن 65 درجة مئوية بانتظام لا يحرق اللسان فقط، بل قد يرفع خطر الإصابة بسرطان المريء لأن الحرارة الشديدة تضر بطانة المريء وتسبب التهابًا وتغيّرات خلوية قد تتطور إلى سرطان مع مرور الوقت، ومع أن عوامل أخرى مثل دخان الحطب داخل المنازل أو الإفراط في تناول اللحوم الحمراء تُعدّ أيضًا عوامل خطورة، فإن الأدلة غير قوية بما يكفي لإثبات أن تناول السوائل الساخنة وحدها هو السبب الوحيد.

المهم أن نفهم أن المشكلة ليست نوع المشروب بحد ذاته بل درجة حرارته، لذا يُنصح بترك المشروبات الساخنة مثل الماء والشاي والقهوة أو الحساء لتبرد قليلًا قبل احتسائها لتقليل هذا الخطر الصحي.

أشارت بعض الدراسات إلى أن في دولٍ مثل الصين وأجزاء من أمريكا الجنوبية وإيران ينتشر تناول الشاي أو الماء شديد السخونة، وتُسجّل في هذه المناطق معدلات مرتفعة من سرطان المريء.

ما هو سرطان المريء؟

يحدث سرطان المريء عندما تتكوّن خلايا سرطانية في أنسجة المريء، وهو الأنبوب العضلي الذي ينقل الطعام والسوائل من الحلق إلى المعدة، والنوعان الأكثر شيوعًا هما سرطان الغدد وسرطان الخلايا الحرشفية، ويُصنّف هذا السرطان من أكثر الأنواع انتشارًا عالمياً مع معدلات بقاء منخفضة إذا اكتُشف متأخرًا، ويُعد التدخين وشرب الكحول من الأسباب الرئيسية لكن المشروبات الساخنة بدرجات حرارة غير آمنة تُعد أيضًا عامل خطر مؤكد خاصة عند التعرض اليومي، ويمكن علاج المرض في مراحله المبكرة بالجراحة بينما تُستخدم العلاجات الكيميائية والإشعاعية والمناعية في المراحل المتقدمة، وعند فشل العلاجات يتركز التعامل على إطالة الحياة وتخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة.

علامات وأعراض سرطان المرىء

تشمل العلامات والأعراض صعوبة البلع، وألمًا في الحلق أو الظهر أو خلف عظم الصدر أو بين لوحي الكتف، وقيءً أو سعالًا مصحوبًا بدم، وحرقة في المعدة، وبحةً في الصوت، وسعالًا مزمنًا، وفقدان وزن غير مقصود.