ابتكر باحثون من جامعة هونج كونج الصينية تقنية علاجية جديدة تعتمد على أسراب روبوتات دقيقة لتوصيل العلاج مباشرة إلى مواقع الورم، مما يوفر دقة أكبر وفعالية أعلى في استهداف الخلايا السرطانية.
تتحرك هذه الأسراب بنشاط داخل البيئات البيولوجية المعقدة خلافًا للطرق التقليدية التي تعتمد على الانتشار السلبي أو الدورة الدموية، فتتمكن من توصيل العوامل العلاجية مباشرة إلى الورم مع تقليل التأثيرات غير المستهدفة وتمكين المراقبة في الوقت الفعلي، كما تستطيع أداء وظائف متعددة في آن واحد مثل توصيل الدواء والتصوير وتوليد حرارة موضعية لعلاج الأورام، مع التكيف مع الظروف الديناميكية داخل الجسم.
حدد فريق البحث بقيادة البروفيسور جيانجفان يو ثلاث استراتيجيات علاجية رئيسية تستهدف القضاء على خلايا الورم وتسهيل تسلل العوامل العلاجية إلى عمق الورم، بالإضافة إلى تعديل استجابة جهاز المناعة ضد الورم لتعزيز الفاعلية الطويلة المدى.
يعاني العلاج الكيميائي التقليدي من سمية جهازية وضعف تخصص يؤديان إلى أضرار للأنسجة السليمة، ولذلك صُممت هذه الروبوتات الدقيقة لتوجيه العلاج الكيميائي المستهدف وتنفيذ علاج متعدد الوسائط يجمع بين أساليب مثل العلاج الجيني والفيروسات المحللة للأورام والعلاج الضوئي لزيادة الفاعلية وتقليل الأضرار الجانبية.
تعتمد ناقلات النانو التقليدية أساسًا على الانتشار السلبي، وتشير الأدلة إلى أن نسبة صغيرة جدًا من الجرعة تصل فعليًا إلى الأورام الصلبة، ما يحد من فعاليتها. في المقابل، تجمع أسراب الروبوتات بين مزايا الحماية والانتقائية للناقلات النانوية وقدرات الدفع النشط، مما يحسّن توصيل الأدوية المستهدفة على مسافات قصيرة وطويلة.
تمتلك أسراب الروبوتات إمكانات كبيرة لإحداث ثورة في علاج السرطان من خلال تحسين الدقة والمراقبة اللحظية، ومع ذلك تظل هناك تحديات تحتاج بحثًا مستمرًا، خاصة مسائل التوافق الحيوي وسمية المواد مثل إمكانية إطلاق أيونات ضارة من جزيئات نانوية معدنية وكذلك تطهير الجهاز المناعي لهذه الجسيمات قبل الوصول إلى الهدف.
