تلجأ ملايين النساء حول العالم لاستخدام حبوب منع الحمل لأسباب متعددة، سواء لتنظيم الأسرة أو لأغراض صحية مثل تنظيم الدورة الشهرية أو علاج تكيس المبايض.
ورغم فوائدها الطبية الكبيرة، قد يرتبط الاستخدام الطويل أو غير المراقب لحبوب منع الحمل بزيادة خطر تكون جلطات دموية، من بينها الانسداد الرئوي الذي قد يكون حالة طارئة ومهددة للحياة إذا لم يُكتشف مبكرًا.
ما العلاقة بين حبوب منع الحمل والجلطات؟
تؤثر حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين في عوامل تجلط الدم، فتزيد قابلية الجسم لتكوين جلطات قد تبدأ في الأوردة العميقة بالساق وتنتقل إلى الرئتين محدثة انسدادًا رئويًا.
أعراض جلطة الرئة التي يجب الانتباه لها
تشمل الأعراض ضيقًا مفاجئًا في التنفس وألمًا حادًا في الصدر يزداد مع التنفس أو السعال، وتسارعًا في ضربات القلب أو سعالًا مفاجئًا أحيانًا مصحوبًا بدم، بالإضافة إلى دوخة أو إغماء وازرقاقًا في الجلد أو الشفاه، وقد يسبقها تورم أو ألم في ساق واحدة يدل على تجلط وريدي عميق.
من هن الأكثر عرضة لجلطة الرئة عند استخدام حبوب منع الحمل؟
تزداد المخاطر لدى المدخنات إذ يعزز التدخين خطر التجلط خاصة مع الإستروجين، وتكون أعلى لدى من لديهن تاريخ عائلي أو شخصي للجلطات لأن هنّ أكثر استعدادًا لتكوينها، كما يرتفع الخطر مع التقدم في العمر وخاصة بعد سن 35، ويزيد السمنة من الضغط على الأوردة واحتمالية الجلطات، وتؤثر أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول على صحة الأوعية الدموية، وتُشكل قلة الحركة سواء بسبب نمط العمل أو سفر طويل أو فترة ما بعد العملية الجراحية عاملًا مضافًا، كما ترفع اضطرابات التجلط الوراثية مثل عامل لايدن الخامس أو نقص البروتين C وS من احتمالية حدوث الجلطات.
وردًا على تساؤلات النساء، توضح الدكتورة هند سلمى استشاري النساء والتوليد أن القرار باستخدام الحبوب يجب أن يكون مشتركًا مع الطبيب بعد تقييم الفوائد مقابل المخاطر، وقد يُنصح في بعض الحالات باستخدام أنواع خالية من الإستروجين أو اللجوء إلى وسائل بديلة مثل اللولب أو الحقن الهرمونية.
كيف يمكن الوقاية؟
ينبغي مراجعة الطبيب دوريًا أثناء استخدام حبوب منع الحمل وإجراء فحوصات تجلط الدم عند وجود تاريخ عائلي، والامتناع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي، وشرب الماء بكثرة وتجنب الجلوس لساعات طويلة دون حركة، مع معرفة أعراض الجلطة ومتى يجب التوجه إلى الطوارئ.
