اعرف أن الأرق ليس مجرد نتيجة للسهر أو العادات السيئة، بل غالبًا ما يكون علامة على مشكلة أعمق؛ إذا كنت مستيقظًا رغم شعورك بالتعب فقد يكون السبب طبيًا، بدءًا من التوتر ومشكلات الصحة النفسية إلى اختلالات هرمونية واضطرابات عصبية ومشاكل جلدية أو هضمية، وفهم الأسباب الجذرية هو الخطوة الأولى لاستعادة نوم صحي ومريح بحسب موقع هيلث.
الأسباب الطبية للأرق: لماذا لا تنم بسهولة؟
قد يربك جدول النوم غير المنتظم الساعة البيولوجية في الجسم؛ السفر عبر المناطق الزمنية، أو العمل بنوبات ليلية، أو مواعيد نوم متغيرة يصعِّب النوم في الأوقات الاعتيادية، وبعض الأشخاص لديهم دورة نوم واستيقاظ مختلفة تُعرف باضطراب طور النوم المتأخر.
ترتبط اضطرابات الصحة العقلية بالأرق بشكل كبير؛ الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب والوسواس القهري قد تظهر عندها صعوبات في النوم، وغالبًا ما تكون الأعراض النومّية من أول العلامات التي تستدعي معالجة المرض النفسي ومشكلة النوم معًا لضمان فعالية العلاج.
تؤدي مشاكل التنفس مثل انقطاع النفس النومي إلى استيقاظ متكرر أثناء الليل وغالبًا دون وعي المصاب، كما يمكن للربو وحساسية الأنف أن تعيق التنفس الليلية وتقلل جودة النوم.
يسبب الضغط والتوتر قصير الأمد صعوبات نوم مؤقتة، أما التوتر المزمن واضطرابات القلق ونوبات الهلع أو اضطراب ما بعد الصدمة فقد يؤدي إلى أرق مزمن يتطلب دعمًا طبياً واستراتيجيات لإدارة التوتر.
يعاني مرضى الخرف، لا سيما الزهايمر، من ظاهرة “غروب الشمس” التي تزيد القلق والارتباك مساءً مما يسبب تجوالًا واستيقاظًا متكررًا ويقلل النوم العميق، ويتطلب ذلك روتينًا مسائيًا هادئًا وفي بعض الحالات تدخلاً طبياً.
تجعل آلام الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل والألم العضلي الليفي وآلام الظهر والسرطان النوم صعبًا أو متقطعًا، كما يزيد الحرمان من النوم من حساسية الألم ويخلق حلقة مفرغة.
تسبب مشاكل الجلد التي تثير الحكة مثل الأكزيما والصدفية انزعاجًا ليليًا وحكًا يوقظ النوم، وتساعد معالجة السبب واستخدام المرطبات أو مضادات الهيستامين الموصوفة في تحسين النوم.
يؤثر مرض باركنسون على تنظيم الحركة والنوم فيؤدي إلى استيقاظ متكرر واضطرابات في حركة العين السريعة وانقطاع النفس الليلي وزيادة التبول الليلي، وقد تتداخل أدوية المرض مع اليقظة أو تسبب ارتباكًا لدى بعض المرضى، ما يتطلب توازنًا دقيقًا في العلاج.
تؤدي التغيرات الهرمونية في سن اليأس إلى اضطراب النوم عبر الهبات الساخنة والتعرق الليلي وتذبذب الأدرينالين وهرمونات التنظيم، كما أن ضغوط منتصف العمر قد تزيد صعوبة الاسترخاء ليلًا.
تسبب متلازمة ما قبل الحيض والاضطراب ما قبل الحيض المزعج تغيرات في درجة حرارة الجسم وإنتاج الميلاتونين وتقلبات مزاجية وقلقًا قد تعيق النوم خلال الدورة الشهرية.
ترتبط اضطرابات الجهاز الهضمي مثل ارتجاع المريء ومتلازمة القولون العصبي بارتفاع معدلات الأرق لأن حرقة المعدة أو الانتفاخ أو آلام البطن قد توقظك أو تمنعك من النوم العميق.
تواجه الكثير من النساء الحوامل مشاكل في النوم بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة الحاجة للتبول والغثيان وآلام الظهر والقلق، وتبلغ نسب كبيرة من الحوامل عن صعوبات نوم خلال الحمل.
قد تُسبب العديد من الأدوية الموصوفة أو التي تُصرف دون وصفة تأثيرات على النوم، بينها أدوية الحساسية وارتفاع ضغط الدم وبعض مضادات الاكتئاب مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، وأدوية فرط الحركة واضطرابات الغدة الدرقية ودواء مرض باركنسون، كما أن المنشطات في أدوية البرد قد تبقيك مستيقظًا.