ظهرت النظارات الشمسية في البداية كوسيلة لحماية العين من أشعة الشمس، لكنها عبر العصور تحولت أيضًا إلى رمز للأناقة ودلالة على المكانة الاجتماعية، واستُخدمت لأغراض علاجية واحتفالية مع تطور الحضارات وتنوع المواد والتصاميم.
تنوعت أشكالها بين قطع من الأحجار الكريمة وعدسات بسيطة وتصاميم عسكرية دقيقة، وهذه النماذج القديمة مهدت الطريق لابتكار النظارات الشمسية الحديثة.
الزمرد في عهد نيرون
روى المؤرخ بليني الأكبر أن الإمبراطور نيرون كان يشاهد المصارعة من خلال قطعة من الزمرد الأخضر؛ ولا يزال الغرض محل جدل بين المؤرخين، فذكر البعض أنه لتخفيف وهج الشمس وآخرون أنه لمساعدة بصره الضعيف، لكنها تعد من أقدم محاولات استخدام العدسات الملونة لحماية العين.
نظارات الثلج لدى شعوب الإنويت
ابتكر سكان القطب الشمالي من شعوب الإنويت منذ نحو ألفي عام نظارات الثلج المصنوعة من الخشب أو العظام أو القش، وتحتوي على شقوق ضيقة تسمح بمرور كمية محدودة من الضوء، ما يوفر حماية فعالة للعينين من انعكاس أشعة الشمس على الجليد.
الكوارتز الدخاني في الصين
استُخدمت شرائح مسطحة من الكوارتز الدخاني في الصين منذ نحو تسعمائة عام ودمجت في إطارات نظارات تعرف باسم “آي تاي” أو “الغيوم الداكنة”، وكانت تُستخدم لأغراض علاجية واحتفالية، وارتداها بعض القضاة لإخفاء تعابير الوجه أثناء المحاكمات.
نظارات غولدوني في البندقية
ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر في مدينة البندقية نظارات ملونة سميت باسم الكاتب كارلو غولدوني، وانتشرت بين سائقي الجندول الذين أمضوا ساعات طويلة تحت الشمس المنعكسة من مياه القنوات، فوفرت لهم الحماية والأناقة معًا.
حافظات العين البريطانية
شاعت في بريطانيا خلال القرن الثامن عشر “حافظات العين” المزودة بعدسات زرقاء أو خضراء، وهي نظارات علاجية صُممت لتخفيف حساسية الضوء لدى بعض المرضى وتحسين الرؤية في حالات ضعف البصر، وليست مخصصة بالضرورة للحماية من الشمس.
نظارة أتلانتيك سيتي وصناعة النظارات الحديثة
أطلقت شركة فوستر غرانت عام 1929 أول نظارات شمسية منخفضة التكلفة تُصنع بكميات كبيرة من مادة السيلولويد، وُعِرضت للبيع على شواطئ أتلانتيك سيتي، ومع ظهورها في إعلانات مشاهير هوليوود أصبحت النظارات الشمسية جزءًا أساسيًا من صيحات الموضة.