يتكوَّن حمض اليوريك أو حمض البوليك نتيجة تحلل مركبات تسمى البيورينات الموجودة في أطعمة مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، وفي الوضع الطبيعي يذوب الحمض في الدم وتقوم الكلى بترشيحه وإخراجه مع البول، أما عند ارتفاع مستوياته فيحدث فرط حمض يوريك الدم الذي يسبب مشكلات مثل النقرس وحصوات الكلى وقد يساهم أيضًا في أمراض القلب.
مخاطر ارتفاع حمض اليوريك
أظهرت دراسات حديثة أن ارتفاع مستوى حمض اليوريك لا يقتصر أثره على المفاصل فحسب، بل يرتبط أيضًا بسوء النتائج القلبية والوعائية؛ فقد بينت دراسة عام 2023 على أكثر من عشرة آلاف مريض بمرض الشريان التاجي أن المستويات المرتفعة كانت مرتبطة بحدوث احتشاء عضلة القلب وزيادة خطر الوفاة، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى تعزيز الحمض للاجهاد التأكسدي والالتهاب الذي يضر بنسيج القلب والأوعية.
يزيد ارتفاع حمض اليوريك من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لأن الحمض يضر بطانة الأوعية ويقلل من مادة أكسيد النيتريك الضرورية لمرونة الشرايين، ومع مرور الوقت يؤدي ذلك إلى تضيق وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم المزمن، ولذلك يكون الأشخاص ذوو مستويات حمض يوريك مرتفعة أكثر عرضة للإصابة المبكرة بارتفاع الضغط.
يسهم الالتهاب والاجهاد التأكسدي الناتجين عن ارتفاع حمض اليوريك في تسريع تراكم اللويحات داخل الشرايين (تصلب الشرايين)، مما يزيد احتمالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ويفترض بعض الباحثين أن حمض اليوريك مؤشر مستقل لمخاطر القلب، حيث أظهرت دراسة أُجريت عام 2008 أن كل زيادة بمقدار 1 ملغ/ديسيلتر في مستوى الحمض كانت مرتبطة بارتفاع خطر الوفاة بنسبة 26% لدى مرضى المعرضين لخطر قلبي.
كيفية التحكم في مستويات حمض اليوريك لحماية القلب
يمكن تقليل مخاطر ارتفاع حمض اليوريك باتباع تغييرات في نمط الحياة مثل شرب كميات كافية من الماء، والحد من الأطعمة الغنية بالبيورينات كالحوم الحمراء والمأكولات البحرية والبقوليات مثل العدس والبازلاء والفاصوليا، إلى جانب الحفاظ على وزن صحي وممارسة التمارين بانتظام. وفي الحالات الشديدة قد يصف الطبيب أدوية مثل الألوبيورينول لخفض مستوى الحمض، كما تُعد الفحوص الدورية لقياس حمض اليوريك وسيلة مبكرة للوقاية من المضاعفات الطويلة المدى بما في ذلك أمراض القلب.