اعتبر الاستحمام بالماء البارد روتينًا صحيًا شائعًا يُمدح لقدرته على دعم الصحة البدنية والعقلية ويُعتقد أن له فوائد طويلة الأمد تستحق التجربة، حيث قد يُحسن الدورة الدموية ويقوّي صحة القلب ويساعد في تنظيم ضغط الدم مع فوائد إضافية للمزاج والطاقة وتعافي العضلات عند المداومة عليه بأمان.
كيف يؤثر الماء البارد على القلب والدورة الدموية
يتسبب الماء البارد في انقباض الأوعية الدموية بسرعة، وهذا يعيد توجيه الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب والدماغ مما قد يرفع ضغط الدم ومعدل نبضات القلب مؤقتًا، وبعد الانتهاء تسترخي الأوعية وتتوسع فتتحسّن تدفُّق الدم. تؤدي هذه الاستجابات المتذبذبة على المدى الطويل إلى تقوية مرونة الأوعية الدموية ووظيفة بطانة الشعيرات الدموية، ما قد يساعد القلب والأوعية في تنظيم الضغط بكفاءة أكبر وتقليل الإجهاد عليها.
فوائد عامة للجسم والعقل
يحسّن التقلّب بين تضييق وتوسع الأوعية الدورة الدموية ويُسهِم في توصيل الأكسجين وإزالة السموم من الأنسجة، ما يقلل الشعور بالتعب وبرودة الأطراف. كما ينشط التعرض للبرد النسيج الدهني البني الذي يولد حرارة عبر حرق سعرات حرارية، ما قد يزيد معدل الأيض قليلاً ويساعد في إدارة الوزن ويحسّن حساسية الأنسولين مع تقليل الالتهابات.
يخفض الماء البارد مؤشرات الالتهاب، ما يعود بالنفع على تخفيف آلام العضلات وتسريع التعافي بعد التمارين. كما ربطت دراسات بين التعرض المنتظم للبرد وانخفاض مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول)، مع تحسّن المزاج واليقظة نتيجة إفراز الإندورفين، ويُحفّز أيضًا خلايا الجهاز المناعي مما يساعد على مقاومة العدوى.
يفيد الماء البارد البشرة والشعر عبر تضييق المسام وتقليل التهيج واغلاق الطبقة الخارجية للشعر، مما يمنح مظهرًا لامعًا وصحيًا، كما تُولِّد صدمة الماء البارد اندفاع أدرينالين وزيادة استهلاك الأكسجين ما يعزز الطاقة وصفاء الذهن مؤقتًا.
المخاطر والاحتياطات
قد يشكل الاستحمام بالماء البارد خطرًا على المصابين بحالات قلبية أو ضغط مرتفع أو اضطرابات نظم القلب، إذ يمكن أن يسبب ارتفاعًا حادًا في الضغط أو اختلالات في نظم القلب أو تقليل تدفق الدم في الشرايين الضيقة مما يزيد خطر الذبحة أو النوبة. لذلك يجب على من لديهم أمراض قلبية معروفة أو تاريخ من ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات في النبض استشارة الطبيب قبل التجربة.
كيفية الدمج بأمان
ابدأ بالتدرج، افتح الاستحمام بالماء الدافئ ثم قلّل درجة الحرارة ببطء على مدى أيام أو أسابيع، واجعل فترات التعرض الأولى قصيرة لا تتجاوز ثلاثين ثانية إلى دقيقتين. استمع إلى جسدك وتوقف فورًا عند الشعور بالدوار أو البرد الشديد أو التعب، وتجنب الاستحمام بالماء البارد أثناء الحمى أو أمراض الجهاز التنفسي الشديدة أو الشعور بإنهاك كبير. استشر طبيبك خاصةً إذا كنت تعاني من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل تنفسية قبل إدخال هذا الروتين في حياتك اليومية.