يعد فيتامين سي عنصرًا غذائيًا أساسيًا يقوّي المناعة ويحسّن صحة البشرة ويحمي الجسم من الإجهاد التأكسدي، كما يساهم في إصلاح النسيج الضام ويمكّن من امتصاص الحديد.
الاحتياجات اليومية مقابل الجرعات العالية
تحتاج الرجال عادةً نحو 90 ملغ يوميًا من فيتامين سي، وتحتاج النساء نحو 75 ملغ يوميًا، وتغطّي الفواكه والخضراوات مثل الحمضيات، والفلفل الأحمر، والبابايا هذه الاحتياجات في أغلب الحالات، بينما تطرح بعض المكملات جرعات تفوق الحاجة بكثير وقد تصل لعشرات الأضعاف دون دلائل قوية على فوائد إضافية.
دراسة الربط بين المكملات وحصوات الكلى
أظهرت دراسة كبرى نُشرت في مجلة طبية متابعةً أكثر من 23 ألف رجل على مدى 11 عامًا أن نحو 2% منهم أصيبوا بحصوات كلوية، وأن الرجال الذين تناولوا مكملات فيتامين سي بجرعات عالية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالحصوات بمقدار الضعف مقارنة بمن لم يتناولوا هذه المكملات، بينما لم تُظهر الفيتامينات المتعددة القياسية زيادةً في الخطر.
كيف يسبب الفائض حصوات الكلى؟
يتحوّل فائض فيتامين سي في بعض الأشخاص إلى أوكسالات، وتترسب هذه الأوكسالات مع الكالسيوم فتكوّن أكثر أنواع الحصوات انتشارًا وهي حصوات أكسالات الكالسيوم، مما يفسّر زيادة نوبات حصوات الكلى المؤلمة عند بعض متناولي الجرعات العالية من المكملات، خصوصًا لدى الرجال.
الاختلاف بين الرجال والنساء
تبدو العلاقة بين فيتامين سي وحصوات الكلى أقوى لدى الرجال مقارنة بالنساء، وقد أشارت دراسات بحثية إلى أن الفروق الأيضية والبيولوجية بين الجنسين قد تلعب دورًا في هذا الاختلاف، بينما لم تظهر بحوث قريبة النتيجة ذاتها لدى النساء.
نصيحة للوقاية
يوصي الخبراء الرجال الذين لديهم تاريخ من حصوات أكسالات الكالسيوم بتجنّب مكملات فيتامين سي عالية الجرعات تمامًا، وقد قدّر مختصون أن ما يقرب من رجلٍ واحد من كل 680 رجلًا يتناولون جرعات عالية قد يصابون بحصوات كلوية إذا ثبت وجود علاقة سببٍ ونتيجة.
المكملات مقابل المصادر الغذائية
يُفضّل الحصول على فيتامين سي من الطعام لأن المصادر الطبيعية توفّر كميات متوازنة وآمنة، بينما قد تجهد المكملات عالية الجرعة الآليات الأيضية وتزيد تراكم الأوكسالات، لذا يُنصح بتلبية الاحتياج اليومي من خلال نظام غذائي متنوّع وتجنّب المكملات العالية خاصةً لمن لديهم تاريخ لحصوات الكلى.