كشف الباحثون أن البيات الشتوي صحي رغم قسوته، وأن البشر قد يحملون نسخًا كامنة من مفاتيح جينية مشابهة لتلك التي تسمح للدببة والسناجب الأرضية بالبيات، وذلك بحسب دراستين نشرتهما مجلة ساينس وأجراهما فريق بجامعة يوتا للصحة.
ركزت الدراسة الأولى على مجموعة جينية مرتبطة بالبيات وكيف يؤثر تنظيمها على الأيض، مع اهتمام خاص بمنطقة تُعرف بموضع كتلة الدهون والسمنة الموجود أيضًا لدى البشر والممثّل أقوى عامل خطر وراثي للسمنة. وجد الباحثون مناطق في الحمض النووي خاصة بالبيات تنظم هذا الموضع فتُعدّل نشاط الجينات المجاورة لصعود الوزن قبل الدخول في فترات صيام طويلة.
عدل الفريق هذه المناطق في فئران لا تدخل في بيات طبيعي، فظهرت تغيّرات في الأيض والسلوك تشبه ما يحدث في البيات، مثل تغيرات في تنظيم الوزن والتحكم في حرارة الجسم وزيادة البحث عن الطعام. وذكرت سوزان شتاينواند أن تعطيل أحد هذه المناطق يغيّر نشاط مئات الجينات.
ركزت الدراسة الثانية على منطقة ما تحت المهاد في الدماغ ودورها المحوري في الأيض، فحلّل الباحثون التعبير الجيني في فئران صائمة وغير صائمة وقارنوها بتركيبات جينية لأنواع تدخل في بيات. حدّدوا جينات رئيسية تعمل كمنسق للاستجابات الناتجة عن الصيام، ويفترض الفريق أن هذه الجينات تطوّرت لتصبح “مفاتيح” تُفعل أو تُعطّل بحسب فائدة البيات، ومن الناحية النظرية يمكن استهدافها في البشر لأغراض علاجية. مع ذلك، قد تكون مرونة الأيض أقل لدى البشر ويجبرنا ذلك على استهلاك الطاقة باستمرار، لكن قد نمتلك الإطار الجيني الذي يتيح هذه المرونة ويمكن الوصول إليه مستقبلًا.