لماذا لا نشعر بسرعة دوران الأرض التي تبلغ 1600 كم/س؟

تختلف سرعة دوران الأرض باختلاف خطوط العرض؛ عند خط الاستواء تصل نحو 1600 كم/س بالنسبة لمحورها، وكلما اتجهت إلى القطبين تقل السرعة إلى أن تصبح عند القطبين دوراناً في المكان فقط.

أسباب تغير سرعة الدوران

يتغير معدل دوران الأرض من يوم لآخر بمقدار مللي ثانية، ويعود ذلك إلى تفاعل معقد بين التغيرات الجوية، وحركة لب الأرض، وحركة المد والجزر، الأمر الذي يغير توزيع كتلة الأرض وشكلها وبالتالي سرعتها. كما تؤثر إعادة توزيع المياه بسبب ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر وتغيرات تدفق اللب الخارجي المنصهر على سرعة الدوران.

تضاف إلى ذلك تأثيرات جاذبية القمر، وحركة الصفائح التكتونية، والزلازل الكبرى، وكلها عوامل تساهم في تغيّر طول اليوم بشكل طفيف.

قياس المتغيرات واستخداماتها

يتتبع المرصد البحري الأمريكي هذه التغيرات بدقة، وتُقاس تقلبات طول اليوم بأجزاء من الثانية رغم صغرها، ولها أهمية عملية. يقوم قسم اتجاه الأرض بتحديد وتوقع محاذاة الإطار المرجعي الأرضي بالنسبة للإطار المرجعي السماوي عبر معلمات اتجاه الأرض (EOPs)، ويتم تحديث هذه المعلمات يومياً ومشاركتها مع وكالات حول العالم لاستخدامها في تحديد مواقع الأقمار الصناعية والملاحة بدقة.

تُستمد بيانات حساب معلمات اتجاه الأرض من شبكة من التلسكوبات الراديوية العاملة معاً لمراقبة هذه التحولات.

رغم أن سرعة دوران الأرض تفوق 1600 كم/س عند خط الاستواء، فإننا لا نشعر بها لأن الدوران سلس وثابت بشكل ملحوظ والجاذبية تبقينا مثبتين على السطح؛ لولا ملاحظتنا لموقع الشمس أو النجوم لما لاحظنا الحركة، كما أن تغيّر توزيع الكتلة قد يجعل الأرض تدور أسرع أو أبطأ كما يفعل متزلج يشد ذراعيه ليزداد دورانه.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر