يعاني بعض الأشخاص المصابون بحالات طبية مزمنة تستمر لأكثر من عام أحيانًا من نوبات ألم مفاجئة وشديدة تُسمى الألم الاختراقي، وتحتاج هذه النوبات عادة إلى متابعة طبية وأدوية خاصة للسيطرة عليها.
ما هو الألم الاختراقي؟
يوجد أنواع مختلفة من الألم، فالألم الحاد يظهر غالبًا مباشرة بعد الإصابة ويخف مع الشفاء، أما الألم المزمن فيستمر ثلاثة أشهر أو أكثر وقد يكون تدريجيًا أو مفاجئًا ويُدار عادة بمسكنات طويلة الأمد، وعلى هذه الخلفية يحدث الألم الاختراقي وهو ألم ينطلق فجأة ويكون أقوى من الألم المزمن المستمر، يستمر لعدة دقائق أحيانًا حتى ساعة، وعادة ما يظهر في نفس موضع الألم المزمن. ويشيع هذا النوع لدى مرضى السرطان لكنه قد يحدث أيضًا عند المصابين بحالات أخرى مثل التهاب المفاصل والألم العضلي الليفي.
الأسباب والمحفزات
يمكن أن ينشأ الألم الاختراقي لأسباب متعددة وليس دائمًا معروفة، فقد تثير حركات بسيطة مثل السعال أو المشي أو البلع أو استخدام المرحاض نوبة ألم، ويمكن أن يدل الألم على تشنجات في الأعضاء الداخلية مثل الأمعاء. كما قد تسببه العلاجات والإجراءات المرتبطة بالحالة المزمنة مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو الفحوصات التشخيصية أو الجراحة، كما أن الآثار الجانبية للحالة الأساسية نفسها مثل الإمساك أو الصداع أو الضغط العاطفي أو الطفح الجلدي قد تؤدي إلى نوبات مفاجئة من الألم.
العلاج وإدارة النوبات
تعتمد معالجة الألم الاختراقي على أدوية تُسمى أدوية الإنقاذ لأنها سريعة المفعول وقصيرة الأثر مخصصة للتعامل مع النوبات الحادة، ويمكن أن تكون التدخلات غير الدوائية مفيدة أيضًا مثل الوخز بالإبر والعلاج الطبيعي والتدليك وتقنيات إدارة التوتر والاسترخاء والعلاج النفسي أو الاستشارة والتنويم المغناطيسي، كما تساعد مجموعات الدعم وممارسة التمارين الخفيفة مثل المشي أو اليوجا أو التاي تشي واستخدام الحرارة أو البرودة. وبما أن النوبات قد لا تكون قابلة للتنبؤ دائمًا، فكتابة ملاحظات حول وقت حدوث النوبة ومدتها والنشاط الذي كان يقوم به المريض عند بدايتها يسهل تحديد المحفزات المحتملة ويعزز التحكم بها.